يمثل الاستعداد المبكر لشهر رمضان مظهراً من المظاهر الاجتماعية التي اعتاد عليها أهالي مدينة جدة عبر الأزمنة, وتبدأ مع الأيام الأولى من شهر شعبان، وتتمثل في مظاهر قد تبدو بسيطة، لكنها أكثر خصوصية؛ إذ يبدأ الأهالي بتكديس المواد الغذائية وشراء الأواني المنزلية استعداداً للولائم والعزائم التي تحلو مع نفحات شهر رمضان المبارك. ومن أشهر العادات التي رصدتها وكالة الأنباء السعودية «واس» تلك التجمعات العائلية في بيت كبير العائلة وتناول طعام الإفطار أو السحور جماعة، وهذه السمة سائدة في معظم مناطق ومدن المملكة. كما يقبل الناس في هذا الشهر على شراء اللحوم بأنواعها، منها ما هو خاص بالشوربة التي تصنع من الحب أو الفريك, ومن اللحم ما يؤخذ من الهبرة لفرمها في المنزل، ثم يضاف إليها البصل وقليل من البهارات الخفيفة، وتعد به السمبوسة بأشكالها المعروفة, إضافة إلى الفول الذي يُعد طبقاً رئيسياً بالمائدة الرمضانية، ولا يزال الفول يمثل الأكلة الشعبية الأولى في وجبة الإفطار، وأجود أصنافه ما كانت حبته صغيرة. كما تعد الصيادية من أشهر الأكلات الأساسية في وجبة السحور، خاصة لأهالي جدة، ومكونها الأساسي هو السمك، وهي تعد بطريقة تحمير الأرز بعد خلطه بالبصل المقلي والزيت والحُمر، ومن ثم يسقى بحساء السمك المسلوق ليصبح لونه أسمر.