شهر رمضان في مكة له طابع خاص يختلف عن سائر بقاع الارض فتزدحم مكة في هذا الشهر المبارك ...وكأنه بلد لاينام فتجد على مدار اليوم الحركة في الشوارع لا تهدأ وان خفت في بعض الاوقات .. فمثلا تكون الشوارع مزدحمة قبل المغرب فتجد الزحام على الفوالين وبائعي السوبيا والشريك والكعك .. وتهدأ الحركة عند اذان المغرب وكان هذا البلد لا يوجد به احد وتعود الحركة الى الشوارع عند قرب اذان العشاء فتجد اغلب الناس تستعد لصلاة العشاء والتراويح اما في المسجد الحرام واما في المساجد .. فتسمع تداخل اصوات المساجد في صلاة التراويح تداخل قد تشتاق لسماعه ان جربت الصوم في غير مكة ....الله يعمرك يامكة. وفي هذا الشهر يقبل الناس على شراء اللحوم بانواعها منها ما هو خاص بالشوربة التى تصنع من الحب او الفريك ومن اللحم يؤخذ من الهبرة لفرمها في المنزل ثم يضاف اليها البصل وقليلا من البهارات الخفيفة وبه تصنع السمبوسك باشكالها المعروفة و لاننسى التزاحم على الفوالين لان هذا الثلاثي العجيب الشوربة والسمبوسك والفول هم قوام المائدة الرئيسية عند الافطار ولا تخلو الصفرة من الحلويات مثل الكنافة او الغربالية وهو عجين يحشى بالفستق او اللوز .. واللقيمات كذلك تصنع اللحوح في المنزل وتضاف عليه قليل من الشيرة . ومن احلى مظاهر شهر رمضان المبارك الاجتماع العائلي الذي يدخل البهجة والمسرة في النفوس ولاتخلو الصفرة في طعام الافطار من المشروبات واشهرها السوبيا التى يقبل عليها الناس في رمضان رغم وجودها طوال السنة حيث تصنع من منقوع الشعير وبعضهم يصنعونها من كسر الخبز الجاف . ومن مظاهر هذا الشهر الكريم في الشوارع كثرة بسط البليلة في الحارات والازقة والاسواق التى يقول بائعها (يا بليلة بللوكي سبع جواري طبخوكي). ومن مظاهر هذا الشهر ايضا ظهور ما يشبه المطعم المصغر على ارصفة الشوارع في اماكن معينه لتقديم اطباق الكبده الجملي او الضاني ومن يقوم بالبيع في هذا البسط هم من ابناء مكة . واهل مكة على مدى الازمان يحرصون على اداء صلاة التراويح في المسجد الحرام او في المساجد المنتشرة في الحارات وبنفس الطريقة التى تؤدى بها في الحرم.