تعقيباً على ما ينشر في «الجزيرة» من مواضيع تتعلق بالمرور أقول: هالني منظر مذهل أذهل الكثير من الناس، وما رأته عيناي لم يستطع عقلي أن يستوعبه، فقد كنت ذات يوم في جنوبالرياض، وبالتحديد سالكاً طريق حفيرة نساح متجهاً إلى ديراب المدخل الجنوبي الغربي لمدينة الرياض، وفجأة وجدت نفسي بين مسارات الشاحنات التي لا يمكن لأي شخص أن يجتازها، لأن المسار المتجه للرياض عبر طلعة ديراب تسلكه آلاف الشاحنات مُشكِلة بذلك سلسلة مترابطة الواحدة تلو الأخرى، أربعة مسارات في طريق الدخول بطول 3 كلم من بداية الطريق تحت الجبل، ناهيك عن أحمال تلك الناقلات المختلفة، حيث إن معظمها يحمل مواد بترولية قابلة للاشتعال والبقية منها تحمل بضائع، وكل تلك الشاحنات قادمة من غرب المملكة إلى الرياض أو مروراً بالرياض، وقد فقدت دوريات أمن الطرق السيطرة على تنظيم مسار تلك الشاحنات التي تسلك الجبل ببطء شديد والسبب في ذلك وجود المركز الأمني أمامها في نهاية «الطلوع» الذي يعد بمثابة حجر عثرة مما يؤدي إلى رجوع بعض الشاحنات إلى الخلف بسبب ضغط الحمولة واحتكاكها ببعض، وقد نتج عن تكدس تلك الآليات الثقيلة حوادث مأساوية كان الله في عون بعض الأفراد والعوائل الذين يسلكون ذلك الطريق مع الشاحنات بل بين الشاحنات في وضع ينذر بوقوع كارثة انفجار أو اشتعال إحدى تلك الشاحنات على غرار ما حدث في شاحنة الغاز التي تسببت في مأساة آلامها باقية إلى اليوم وكبدت الدولة خسائر جسيمة وتسببت في عرقلة السير شرق الرياض أياماً عديدة. وهناك حلول سأقدمها قد تُسهم في حل المشكلة وهي: 1 - اقترح أن ينقل المركز الأمني إلى بداية الطريق من بداية دخول طريق حفيرة نساح في الطريق العام باتجاه الرياض من الجنوب الغربي. 2 - سفلتة الموقع المقترح للمركز بمساحة تكفي لوقوف ما لا يقل عن 300 ناقلة ويكون دخول الناقلات حسب وقت الوصول وينظم ذلك بأوراق تحمل أرقام الدخول. 3 - تحديد طلوع الناقلات عن طريق ديراب بمسار واحد فقط ويكون في مقدمة كل مجموعة من الشاحنات دورية أمن لتأمين سهولة مرورها. 4 - تزويد المركز الأمني بالأفراد والدراجات النارية والمركبات. 5 - محاولة وضع برنامج زمني من بعد منتصف الليل لعبور شاحنات المشتقات البترولية والمواد القابلة للاشتعال ويصاحبها مركبة من أمن الطرق تكون أمامها في الطريق لتسهيل عبورها لتلك المنطقة الخطرة. 6- تحديد سرعة المركبات العابرة مع الطريق الطالع والطريق النازل، لأن جميع المركبات والشاحنات عند دخولها الجبل تكون محصورة بين الجبال مما ينذر بعدم إمكانية السيطرة على أي حادث أو حريق ينتج من تلك الآليات. عرفت ويعرف غيري أن مسؤولية ذلك الطريق تعتبر ضائعة لأن أمن الطرق يلقي باللوم على المرور والمرور يلقي باللوم على أمن الطرق ثمن ذلك هو تعطيل مصالح الناس وتعريضهم للخطر الدائم. وبإيضاح أكثر، يمكن القول: إن أي مواطن يقود مركبة عادية ويرغب في المرور مع ذلك الطريق تحديداً بعد صلاة العشاء، فإن عليه الانتظار لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات أو أكثر، أما إذا كان مصطحباً عائلته، فقد تسبب لهم الأذى بسبب الانتظار الطويل وصعوبة البقاء في ذلك الطريق الملوثة أجواؤه بسبب بقاء الناقلات في وضع التشغيل و90 % منها تعمل بوقود الديزل. لقد لفت نظري سلوك خاطئ يقوم به سائقو الشاحنات وهو جلب صخور بأحجام متفاوتة توضع خلف الإطارات الخلفية للناقلة لضمان عدم رجوعها إلى الخلف بسبب صعود الطريق إلا أنهم يتركون تلك الصخور طريق العربات العابرة. كلي أمل أن تقوم جهات الاختصاص في أمن الطرق والمرور والأمانة بأن تعمل على تشكيل لجنة فنية لدراسة هندسة ذلك الطريق المهم بما يضمن سلامة المرور معه لكافة أنواع المركبات لأن وضعه الحالي لا يقبل التأجيل وينذر بخطر وقوع كارثة. والله الموفق. إبراهيم بن محمد السياري - الرياض