أخيراً نجح حزب الشيطان في استدراج أحمد الأسير إلى الفخ الذي نصبه له، وكذلك نجح هذا الحزب الشيطاني في الاختباء وراء الجيش اللبناني أو بتعبير أدق جر الجيش اللبناني (بطريقة شيطانية لا تخلو من طول نفس كما هي طبيعة الإجرام دائماً) إلى هذه المجزرة فضرب عصفورين بحجر واحد تخلص من الأسير واستعمل الجيش لهذه المهمة. في البداية لا يختلف معي عاقل على أن آخر ما نريده هو أن يتصدر المشهد المقاوم لهيمنة حزب الشيطان ومن ورائه أسياده الفرس على لبنان شخص متطرف ينتمي بفكره إلى قرون غابرة مثل أحمد أسير، ولكن يبدو أن هذا هو ما يريده صانع القرار الفعلي في العالم ألا وهو إظهار الوجه البشع للإسلام السني من أجل اختطاف وخنق صوت الأغلبية الساحقة من السنة المعتدلين ليس في لبنان فقط، بل في المنطقة بأسرها كما هو حاصل الآن في الثورة السورية, وعليه فإن الرأس المدبر لكل هذا هو واحد في الحالتين لمصلحة المشروع الشيعي الفارسي. لقد توافرت كل العوامل التي يريدها حزب الشيطان لعمل مكائده لدى أحمد الأسير من تطرف ديني شديد (وهذا ناتج عن اختطاف حزب الشيطان لكل لبنان) وسذاجة سياسة قاتلة أدت إلى استفزازه واستدراجه ومن ثم الإيقاع به في مواجهات الجيش اللبناني في معركة خاسرة قضت على الأسير بدون قتله، بل بفراره من أرض المعركة، إن عدم قتله، بل تسهيل فراره هو بيت القصيد في هذا الفخ، حيث إنه لو قتل لأصبح بطلاً سنياً وأتى من بعده وعلى خطاه ألف أحمد الأسير. قد يقول قائل وما دخل حزب الشيطان في هذا؟ فأقول قد لا يكون لهذا الحزب دخل مباشر وواضح، ولو كان دوره مباشراً لكان تساوى مع الأسير في الغباء والسذاجة، إنما دوره كان ذا نفس طويل وكان استفزازياً غير مباشر ثم أصبح بعد الثورة السورية دوره مباشراً، وبكل أسف وبغباء تام استجاب الأسير لهذا الاستفزاز في النهاية، واستعمل السلاح الذي كان من المفترض أن يتصدى به الأسير لحزب الشيطان. إن الدهاء والمكر والخداع والتضليل والتدليس والكذب والتقية وتوجه النظام الدولي لدعم الشيعة في المنطقة والتوجه الأميركي تحديداً (على الرغم من كذب حزب الشيطان وأسياده الفرس وادّعائهم العداء للأميركان) كل هذه أسلحة لا يملكها أحمد الأسير ولهذا وقع في الفخ.