ذكر الاستبيان الشهري لبنك أوف أمريكا ميريل لينش لآراء مديري صناديق الاستثمار لشهر يونيو (حزيران) الجاري، أن المستثمرين يعودون إلى أسهم منطقة اليورو بالتزامن مع بدء انسحابهم من أسهم الأسواق الصاعدة والأسهم اليابانيَّة. وقد ازدادت ثقة المستثمرين خلال الشهر الماضي رغم عدم استقرار الأسواق وهبوط أسعار الأسهم العالميَّة بنسبة 2.5 في المئة خلال فترة الاستبيان. وأعرب 56 في المئة من المستثمرين العالميين الذين تَمَّ استبيان آرائهم عن اعتقادهم بأن الاقتصاد العالمي سوف يتحسن خلال العام المقبل، بارتفاع عن 48 في المئة أعربوا عن نفس الاعتقاد الشهر الماضي. وارتفعت مخصصات المستثمرين للاستثمار في الأسهم، حيث أكَّد 48 في المئة من مسؤولي تخصيص الاستثمارات أنهَّم رجَّحوا كفَّة الأسهم في محافظهم الاستثماريَّة، مقارنة مع 41 في المئة منهم في الشهر الماضي. وبينما ارتفعت مخصصات الاستثمار في أسهم منطقة اليورو والأسهم الأمريكيَّة، تراجعت مخصصات الاستثمار في أسهم الأسواق الصاعدة إلى أدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2008م. واعترف 9 في المئة من مسؤولي تخصيص الاستثمارات بانخفاض حصة أسهم الأسواق الصاعدة في محافظهم الاستثماريَّة عن حصة أسهم الأسواق الأخرى، في أول قراءة سلبية من نوعها منذ عام 2009، مقارنة مع رجحان كفتها بنسبة 3 في المئة خلال الشهر الماضي. وأكَّد المستثمرون أن احتمال تعرض الاقتصاد الصيني إلى هبوط قاس يشكِّل أكبر المخاطر التي يواجهها العالم اليوم ومصدر قلق أكبر من الذي تشكله الديون السيادية أو المصرفية الأوروبيَّة. وذكر 31 في المئة من مديري الصناديق الإقليميَّة أن الاقتصاد الصيني سوف يضعف خلال الشهور الاثني عشر المقبلة، مقارنة مع 8 في المئة أعربوا عن نفس الاعتقاد الشهر الماضي. وأشار 25 في المئة من المستثمرين العالميين المشاركين في الاستبيان إلى أن الأسواق الصاعدة هي المنطقة التي يريدون تقليص حيازاتهم من أسهمها أكثر من غيرها من المناطق خلال الشهور الاثني عشر المقبلة، في أدنى قراءة من نوعها على الإطلاق. كما انخفضت مخصصات الاستثمار في أسهم شركات السلع الساسية إلى مستوى قياسي، حيث أكَّد 32 في المئة من مسؤولي تخصيص الاستثمارات أن حصة تلك الأسهم في محافظهم الاستثماريَّة أقل من غيرها من أنواع الأسهم. وفي سياق تعليقه على هذه التطوُّرات، قال مايكل هارتنِت، كبير المحللين الإستراتيجيين للأسهم العالميَّة في شركة بنك أوف أمريكا ميريل لينش للبحوث العالميَّة: «تمثل الأصول الاستثماريَّة المرتبطة بالصين أكبر مدخل للاستثمار في اتجاه معاكس لاتجاه أسواق اليوم. ويشير انخفاض مخصصات الاستثمار في أسهم الأسواق الصاعدة والسلع الأساسيَّة، إلى مبالغة الأسواق في التحوّط من صدمة صينية. من ناحيته، قال جون بيلتون، محلل إستراتيجيَّة الأسهم الأوروبيَّة في شركة بنك أوف أمريكا ميريل لينش للبحوث العالميَّة: «يستطيع المستثمرون أن يتطلعوا الآن إلى حدوث درجة من الاستقرار في الاقتصاد الأوروبي، حيث بدأت الاستعدادات لحدوث انتعاش. وأزهرت خلال الشهر الحالي بذور التَّفاؤُل التي اتضحت ملامحها في أوروبا في استبيان الشهر الماضي. وأكَّد 6 في المئة من مسؤولي تخصيص الاستثمارات العالميون أنهَّم رجحوا كفَّة أسهم منطقة اليورو في محافظهم الاستثماريَّة، بزيادة بلغت نسبتها 14 نقطة في المئة عن الشهر الماضي، حين كانت حصة تلك الأسهم تقل عن حصة غيرها من الأسهم في المحافظ الاستثماريَّة لحوالي 8 في المئة من أولئك المسؤولين.