إن حزب الله انكشف وانكشفت نواياه، وظهر أنه حزب الطاغوت والشيطان، وعلماء السعودية كانوا أكثر تبصراً مني بحقيقة هذا الحزب».. هذا نص ما صرح به الشيخ الدكتور القرضاوي مؤخراً، وفيه يجزم بأنه كشف حقيقة حزب الله، بل وكرر الوصف الذي اشتهر عند المعادين لحزب الله حيث ينبزونه بحزب الشيطان. ومن الغريب جداً ألا تظهر للشيخ الدكتور القرضاوي حقيقة حزب الشيطان إلا متأخراً، ومع ذلك فإننا وسعياً لحقن دماء أبناء الشعب السوري نفرح بكل دعم ومساندة وتبيان للحقيقة، لذلك جاء الاحتفاء بتراجع القرضاوي من قبل هيئة العلماء السعوديين وهو موقف علمي يحسب كثيراً لهذه الهيئة الموقرة التي دائماً ما يتسم خطابها بالتعقل. منذ 2006 ومنذ العروض البهلوانية التي قام بها حزب الله للتدليس على العرب واستغلال عواطفهم تجاه فلسطين ونحن في السعودية ندرك أن هذا مجرد تمسح طائفي يحاول حزب الله من خلاله إثارة الانقسامات السياسية والفتن الطائفية في المجتمع العربي. كتبت مقالاً في 2006 عن المأزق السياسي والإنساني الذي صنعه حزب الله لنا في لبنان وفي انقسام حماس وفتح في فلسطين فخسرت كثيراً من الأصدقاء والصديقات، بل ونلت مقاطعة من بعض الأقارب لأن التجييش العاطفي الذي لعب بورقته حزب الله قد جعلته بطلاً قومياً غيوراً على فلسطين ومحباً لها أكثر حتى من حماس وفتح ومن كل الفلسطينيين. أن يعود القرضاوي ويدرك صائبية موقف علماء المملكة ويشهد بأنهم أكثر تبصراً فإن هذا يجعلنا نأمل بأن تتكشف للقرضاوي حقائق أخرى يدرك خطورتها على أمن وسلام المجتمعات العربية، والخليجية تحديداً. [email protected] Twitter @OFatemah