كشفت المشاركة الإيرانية في معارك القضاء على الثورة السورية من خلال مقاتلي الحرس الثوري الإيراني وحزب حسن نصر الله التي فاقت كل درجات التدخل بالقتال المباشر في ريف حمص وبالتحديد مدينة القصير، مصادر استخبارية مؤكدة من أن 7500 عنصر من حزب حسن نصر الله يشاركون في المعارك وأن عدد القتلى من هؤلاء المقاتلين بدأ الكشف عنهم لأنه لم يعد في قدرة الحزب على إخفاء الجثامين التي أخذت تزداد في الأيام الأخيرة، كما أن إيران دفعت بمقاتلين من المتمرسين في حرب المدن من الحرس الثوري أتوا إلى سوريا عبر المطارات السورية واللبنانية، وأن نظام الملالي في طهران قدّم خمسة بلايين دولار في ستة أشهر لتحسين القدرة القتالية لجيش بشار الأسد الذي استطاع أن يعدل من ميزان القوى في الأسابيع الأخيرة. ويتابع المراقبون وبدهشة صمت الدول الغربية وبالذات الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا الذين يعلمون مدى المشاركة الإيرانية والمرتبطين بها من اللبنانيين والعراقيين في المعارك في سوريا، وحجم الأسلحة المقدمة لنظام بشار الأسد، ومع هذا يترددون في تقديم أسلحة دفاعية للمعارضة حسب ما وعدوا به، ويعتقد هؤلاء المراقبون أن الغرب مرتاح لما يجري في سوريا من قتال لأنه يرى في ذلك «حفلات استنزاف للقوة الإسلامية» خاصة في أوساط المتشددين من الشيعة والسنة على حد سواء كما أن استمرار القتال وبنفس الوتيرة وعدم قدرة أي طرف على حسم الأمور لصالحه يساعد على تنامي الفوضى في المنطقة وهو هدف سعت إسرائيل وحلفاؤها إلى صنعه في المنطقة العربية، واستمرار توازن القتال في سوريا واتجاهه لعناصر متطرفة مصنفة على قائمة الإرهاب يكرس الفوضى الأمنية التي تدمر القوة العربية بشرياً واقتصادياً وعسكرياً فيما تمد إسرائيل بكثير من الاطمئنان؛ ولهذا فإن أمريكا وحتى بريطانيا وفرنسا ليسوا جادين ولا هم متعجلين لإنهاء القتال في سوريا؛ فلم نعلم ولم نر معارضة جدية لأمريكا لما تفعله إسرائيل في المنطقة، كما لم تتخذ أي أجراء عملي جاد لمعارضة المشاركة الإيرانية وعملائها في لبنان والعراق في المعارك الدائرة في سوريا التي بدأت تخل في ميزان القوى، فكل ما يجري يخدم الهدف النهائي لإسرائيل التي تعتقد أمريكا بأنه يتوافق مع مصالحها مهما أضرت ذلك بمصالح أصدقائها في المنطقة. [email protected]