وكأن الشعب السوري لم يكفه ما يلاقيه من قتل وتدمير من قبل كتائب بشار الأسد وشبيحته وعناصر حزب حسن نصر الله، صعدت إيران والكيان الاسرائيلي من مشاركتهما في المعارك الدائرة في القطر السوري، فللمرة الثانية شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات مكثفة على مواقع عند سهل جبل قاسيون، حيث تتمركز وعلى ساحات كبيرة معسكرات للحرس الجمهوري ومراكز ومستودعات لتجميع وتخزين الصواريخ التي ترسلها إيران لدعم حزب حسن نصر الله، حيث تجمع تلك الصواريخ وترسل إلى لبنان. وأمس عاود الطيران الحربي الإسرائيلي الغارات واستهدف صباح أمس معسكرات الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الرئيس السوري اللواء ماهر الأسد، إذ يدعي الإسرائيليون أن مخازن الفرقة الرابعة فيها صواريخ مرسلة من إيران لدعم القوة الصاروخية لحزب حسن نصر الله. وهكذا تتكالب كل قوى الشر لقتل السوريين وتدمير بلادهم، فبالإضافة إلى روسيا والصين وإيران التي تواصل إرسال الأسلحة الفتاكة من صواريخ ومدافع وقذائف، تشارك إسرائيل في عمليات القتل في ظل مباركة أمريكية، إذ ترى الإدارة الأمريكية أن لإسرائيل حقاً في الدفاع عن أمنها واعتراض شحنات الصواريخ الإيرانية!! كل قوى الشر تشارك في تدمير سوريا وقتل شعبها والتي حولت الساحة السورية إلى خطوط مواجهة بين القوى الإقليمية والدولية لتصفية حساباتها وخوض معارك دامية على الأرض السورية، فالإسرائيليون يحاربون الإيرانيين على هذه الأرض، ويهدفون - كما يعلنون - إلى اعتراض الاسلحة الإيرانية التي ترسلها طهران إلى دمشق لإرسالها إلى جنوب لبنان، وقد تحركت إسرائيل لتدمير هذه الأسلحة لأنها - كما تقول - بأنها تشمل صواريخ أكثر دقة في التصويب وذات مدى أبعد من سابقاتها. أما الإيرانيون الذين لم يكتفوا عن إرسال الأسلحة المتقدمة من صواريخ وقذائف ومدافع، إضافة إلى مقاتلين ومدربين، يقولون إنهم يهدفوا من خلال إرسال هذه الأسلحة إلى دعم الحكومة السورية (الشرعية)، وإنهم يسعون إلى تقوية المقاومة السورية ممثلة بنظام الأسد، هذه المقاومة التي ظلت ساكنة أكثر من أربعين عاماً، حيث كانت جبهة الجولان المحتلة أكثر الجبهات هدوءاً..!! المواجهات الإسرائيلية الإيرانية التي تشهدها الأراضي السورية تطور يزيد من مخاطر استمرار الأزمة السورية، فلا يزال الغرب - وبالذات أمريكا وأوروبا - يسايرون روسيا والصين ويتركون الأوضاع تتدهور دون تدخل جاد بوقف المجازر التي تطيح بمئات السوريين يومياً. [email protected]