في قاعة المحكمة كان يكثر الحديث ولا يسمع فيها إلا كما يسمع من النحل الأزيز كان الكل يتقرب القاضي.. الكل يتحدث عن هذه القضية.. عن تلك المرأة القوية من هي إنها مخفية الهوية؟! وما هي إلا هنيئة وقد دخل خلف المنصة وبطرقة منه وبصوته الغليظ العالي قال:.. محكمة.. جلس الجميع والوجوه بالصبر مفعمة فالقضية اليوم شائكة مبهمة فيها المظالم مرئية معلنه والصمت مخيما والعوالم مغيبة، وقف الخصمان بحضرة القاضي.. عالم أمام كبرياء امرأة شعب ظالم وامرأة مستنصرة وبطرقة من القاضي جلس الجميع والأفواه منهم مغلقة وقال: سيدتي أين المحامي ليرد عنك المظلمة؟! قالت: سيدي رغم أني بلغت من العمر العتيا وكسا الرأس ثوبا ابيضا إلا إني لم أخش يوما حكم المحكمة،أنا سيدة القانون ولن يرد عني غيري المظلمة،أنا الخنساء إن شئت أرسل أبنائي هامات شامخة إلى المعركة.. كل شعبي أبنائي وكلا ذو عزيمة يأبى الهزيمة رجل كان أم أمراه -سيدي هذا الشعب دخل عنوة داري وبغى وطغى- وفعل ما لم يفعله فرعون يوم أن تجبر تأمر وتكبر ولا يدري أن ارضي من شاق فيها ومنَ مِن عرضها دنى قد نبش لحداً له في مقبرة، قضيتي سيدي أني من تلك الأرض المباركة، أنا من ارض الأقصى الباكي من غفلت الورى، أنا من فلسطين سيدي فهل علمت من أنا فهل من حق لشعبهم أن يقول إرهابية عني أنا؟؟!! وقف القاضي وقال: عذرا سيدتي قد عرفت من أنتِ منذ أن فاح عبق الزيتون منكِ ورايتكِ كجذعه منتصبا واقفة فكيف لي ألا أنصفك وأنتِ من ارض الأنبياء المقدسة وعسى أن يكون حق كلامي وبشرع الله أصدرُ أحكامي وليكون اليوم أعدل أيامي فاليوم أنا بالعدل ممحصا. قال الشعب: ولكن سيدي لم اقل كلامي فأين العدالة في المحكمة قال القاضي: والغضب ملء الوجه المصعر والجبين كان مقطبا: تتكلم ستتكلم وماذا ستقول لا لن تقول شيئا فقد ملت المسامع من كلامك المزيفا لاحق لكم في فلسطين.. تكذبون وتكذبون وتقولن أن الحق لكم به نصوص فيها كتب مقدسة شلت أيدكم أن تكتبون الحديث وتقولون كتاب منزلا، إن الربيع ينعه قد أينع بجو العروبة والثمار الجنيه منه.. سيحين قطفها باتت سهلة المنال والقطوف منها دانيه وصوت الإسلام بالتكبير قد علا أيقظ الغافل،وكلنا اسود أشاوس جياعاً فاحذروا الأسود إن تكون جائعة. والحكم مني أنتِ في حفظه الله فلسطين والله يرعاكِ لا تخافِ قد دنى جيش محمد من حماكِ.. وأنتم يا شعب بلا عنوان يمتلك القوه وهو الجبان أن نهايتكم ستكون في قريب الزمان فالوضع لم يعد كما قد كان.قولوا لأسيادكم أن القاضي جار في حكمه وأنصف الخصم الثاني فأن لا أغشاكم كبلوني قيدوني.. اقتلوني ولكن ليشهد العالم أني أنصفت فلسطين في أخر حياتي.. واني من اجلها ما همني مماتي.