خطر المخدرات يطوق العالم بقاراته الخمس، ويهدد مستقبل الشباب وصحة المجتمع واقتصاد العالم، وظلت دول العالم تعاني مشكلة انتشار المخدرات (تهريباً وترويجاً وتعاطياً) بين أفرادها ومجتمعاتها، وأدى تفاقم الظاهرة إلى ارتفاع معدلات الجريمة والإخلال بالأمن وتفكك الأسر وضياع أبنائها. وأشار تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات الصادر عام 2012م إلى زيادة الإنتاج العالمي للمخدرات، واتساع مساحات الزراعات في كثير من الدول، ومنها كولومبيا والهند وأفغانستان والمغرب وإيران والمكسيك وبوليفيا وبيرو وجمايكا والسودان وسهل البقاع، في زراعة القنب (الحشيش) والأفيونيات في بعض تلك الدول. أنماط التهريب المتغيرة تتطور وتتغير أساليب التهريب بشكل مستمر، وتأتي أحياناً بصفة دوائية وطبية، وأحياناً بشكل مواد صناعية وكيميائية وغذائية. وقد اتبع تجار المخدرات أنواعاً عديدة من وسائل التهريب، ومسالك معقدة ودائمة التغير في مختلف أرجاء العالم؛ لتفادي إجراءات التفتيش التي يقوم بها رجال الجمارك. التجارة العالمية للمخدرات إن حجم التجارة العالمية في المخدرات والأدوية والعقاقير الممنوعة والمواد المسموح بها قانونياً في بعض بلدان العالم تجاوز حالياً (800) مليار دولار سنوياً، حسب إحصائيات الأممالمتحدة (2012م)، وهو ما يزيد على مجموع ميزانيات عشرات من الدول النامية والفقيرة. وتقول الجهات الحكومية في بريطانيا إن إدمان المخدرات يكلف الاقتصاد أكثر من (20) مليار جنية إسترليني سنوياً من خلال ما ينتج منه من جرائم وأمراض وفقدان للإنتاجية، وفي الولاياتالمتحدة - وحسب دراسة نشرت عام 2004م - كلف إدمان المخدرات الاقتصاد الأمريكي عام 2002م نحو (180 مليار دولار)، وعدد مدمني المخدرات الذين تم تنويمهم في المصحات العلاجية تجاوز (5.700.000) خمسة ملايين وسبعمائة ألف حالة في العالم. حجم المشكلة بالأرقام في إفريقيا لا يزال القنب المخدر الأكثر تعاطياً في إفريقيا، ويتوقع أن يصل عدد المتعاطين إلى (59) مليون متعاطٍ، والكوكايين يقدر عدد متعاطيه بنحو (مليون) شخص، كما يصل عدد المتعاطين في إفريقيا للهيروين إلى ما بين (500.000 - 600.000) متعاطٍ، وفي أمريكا - وحسب تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات - فإنه يوجد (3.5) مليون متعاطٍ للإمفيتامينات، وتم تنويم (1.963.089) مليون وتسعمائة وثلاثة وستين ألفاً وتسعة وثمانين شخصاً لعلاجهم من إدمان المخدرات. شرق وجنوب آسيا أشهر المواد المخدرة في شرق وجنوب آسيا هو القنب، أما الحشيش ففي الهند وتايلاند واليابان، ويُشهد تعاطي الهيروين بشكل أكبر في سنغافورة والصين وفيتنام وماليزيا وميانمار. وينتشر تعاطي الميثامفيتامين في تايلاند وكوريا والفلبين واليابان. وفي الصين يتعاطى الميثامفيتامين 28 % من إجمالي المتعاطين المسجلين في عام 2010م، وعددهم (1.5) مليون. وتُعتبر المملكة سوقاً مستهدفة، ويهرَّب إليها أقراص الكبتاجون، وفي عام 2010م بلغت كمية المواد الإمفيتامينية المضبوطة في دول الشرق الأوسط (10) أطنان، أبلغت المملكة عن (8) أطنان منها مقارنة ب(13) طناً في العام (2009م) كما أشار التقرير في سبتمبر 2009م، وأدى التعاون بين المملكة وتركيا إلى ضبط وتدمير مختبر كبير في تركيا، يصنع أقراص الكبتاجون بصفة غير مشروعة بسعة إنتاجية (200) مليون قرص في السنة. الاتحاد الأوروبي يُعتبر القنب الأكثر انتشاراً في التعاطي بنسبة تبلغ (6.7 %) بين السكان في الفئة العمرية (14 - 64)، ويعتبر الكوكايين ثاني المخدرات في أوروبا، ويشكل ما يقرب ثلث الاستهلاك العالمي. ويفيد المرصد الأوروبي للمخدرات وإدمانها بأن عدد من يتلقون العلاج من إدمان المخدرات في الاتحاد الأوروبي يقدر بمليون شخص في السنة. أمريكا الشمالية تُعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر سوق للكوكايين في العالم، ونسبة الانتشار في التعاطي بين السكان الذين تتراوح أعمارهم بين (15 - 64) سنة لا تزال تمثل نحو خمسة أضعاف المتوسط العالمي. وتشير تقديرات الإنتربول ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى أن قيمة السوق العالمية غير المشروعة للكوكايين تزيد على (8) مليارات دولار أمريكي.