جاء تأهل ثلاثة فرق سعودية، ولا يزال لدى الرابع فرصة التأهل إن هو تجاوز فريق (الخويا القطري) محرجاً جداً، ويضع أكثر من علامة استفهام أمام المسؤولين عن الرياضة السعودية؛ فالمستوى الذي تقدمه الأندية ولاعبوها مميز، ولم نشاهده منذ فترة غير قصيرة في المنتخب الأول. والمشكلة أن الكل يشاهد تلك الفرق، ويرى أن ما يقدمه اللاعب مع ناديه خلاف ما يقدمه مع المنتخب؛ فهل للاحتراف والضخ المالي دورٌ في ذلك؟ وهل وصل الحال لدى اللاعب إلى أن يخلص ويتفانى في أدائه لناديه أكثر من منتخب بلده؟ ما يقدمه اللاعب السعودي آسيوياً مع فريقه يجعلنا نطلب دراسة هذه الاختلافات والتباين في المستويات لمحاولة حلها، وفك اللغز المحير الذي أصبح واضحاً للعيان مؤخراً. والبراهين موجودة ومثبتة، والأمل اليوم أن ينعكس الأداء الفني للاعب وما يقدمه لناديه وفريقه على أدائه لمنتخب بلده؛ فالشعار غالٍ، والوطن أغلى وأعز لدى الجميع، مبرزاً الوطنية والانتماء إليها فيما يقدمه اللاعب؛ فلا يمكن أن ترتقي رياضتنا إلا عن طريق أداء أبنائها المخلصين المقدرين للمسؤولية بعيداً كلياً عن المكاسب المادية أو غيرها. عقود الأندية في مهب الريح أصبح وضع معظم الأندية لدينا صعباً ومحرجاً جداً، خاصة تلك الأندية التي كانت لديها شراكة مع بعض الشركات، والتي أعلنت مؤخراً عدم التوصل إلى اتفاق يصب في مصلحة الطرفين، والكل يعرف أن الدعم الشرفي أصبح من الماضي، واقتصر دعم أعضاء الشرف فقط على الظهور الإعلامي والوجود في المباريات الكبيرة والمهمة، ولكن ما يجب عمله من قِبل إدارات الأندية صاحبة الفكر الاستثماري، التي لديها وضع مالي مميز، ولديها ميزانية، وتعرف ما لها وما عليها، أن تبحث عن استثمارات وشراكة حقيقية، لا تحمل صيغة التهديد والوعيد بفسخ العقد. والأهم من هذا هو إسناد الملف الاستثماري إلى من هو متخصص ولديه دراية استثمارية ومالية، وليس شخصاً يبحث عن «البهرجة» وإعلان أرقام فلكية لكسب مزيد من الأصوات لدى جمهور ناديه. اليوم تعيش الأندية أزمات مالية خانقة ومشاكل مالية متأزمة، حتى أن لاعبيها ومنسوبيها أمضوا أكثر من ستة أشهر من دون رواتب، وهذا مخالفة لأنظمة العمل، وكذلك نظام الاحتراف، ولو كان هناك لاعب فيه مطمع لرحل دون أي معوقات عندما يكمل 90 يوماً من دون مستحقات، ولكن كل واحد يتحمل الثاني؛ لأن الشق أكبر من الرقعة. لا أعلم متى تعمل إدارات الأندية بطريقة احترافية ومؤسساتية؟ إلى متى تعشعش الفوضى والطرق البدائية في أروقة الأندية؟ تحميل الجهات الأخرى مثل الرئاسة وهيئة المحترفين ووزارة المالية شيء من الماضي في ظل غياب الفكر الإداري المنظم في الأندية. السعودية واستمرار التميز بعد أيام من تجاوز الربع الأول من سنة 2013م تتجاوز الخطوط الجوية العربية السعودية معدلاتها القياسية عن المواسم الماضية من حيث زيادة عدد الركاب، وكذلك نسبة الانضباط التشغيلي في مغادرة الرحلات ووصولها في الأوقات المحددة، من الإشارة إلى زيادة عدد الرحلات وافتتاح أو زيادة بعض المحطات.. وما يثلج الصدر هو زيادة الإشادة ورضا العميل بغض النظر عن الأشياء الاستثنائية مثل الأحوال الجوية أو معوقات التشغيل الخارجة عن الإرادة. وما استمرار وصول الأسطول الحديث والمتطور تباعاً إلا أحد روافد الانضباط التشغيلي، وزيادة عدد المقاعد المتاحة للعملاء. وما زالت الخطوط السعودية (الناقل الوطني) تبحث عن التميز من جميع الجوانب؛ فمع مشارف موسم الصيف بدأت السعودية في تجهيز منسوبيها، وحثهم على العمل الدؤوب على خدمة العملاء، وتقديم أفضل الخدمات، والعمل على مغادرة جميع الرحلات في مواعيدها المحددة، وزيادة بعض الرحلات للمناطق والدول المطلوبة.. وها هي أول رحلة لدولة المغرب الشقيقة تبدأ من يوم الخميس 2-5-2013م، وتغادر الرياض كثالث رحلة، بعدما كانت فقط يومَيْ الاثنين والأربعاء، وسيتم قريباً تسيير رحلات إلى دول ومناطق لم يسبق أن غادرت لها السعودية، مثل لوس أنجلوس في أمريكا ومحطة في كندا، ولا يزال لدى الخطوط ومنسوبيها الكثير ليقدموه في ظل متابعة مستمرة من معالي المهندس خالد بن عبدالله الملحم المدير العام للخطوط السعودية، الذي لا يألو جهداً في حل جميع المشاكل التشغيلية والإدارية، وتذليل جميع الصعاب التي تواجه العاملين في الخطوط، كل في موقعه. نقاط للتأمل * قدّم فريق الهلال مستوى مقنعاً أمام الزعيم الإماراتي العين، واستطاع تجاوزه ورد اعتباره، ولم يبقَ إلا القليل ليعلن تأهله لدور الستة عشر في البطولة. * جاءت قرعة كأس الملك مثيرة من البداية، خاصة لقاء الكبار (الهلال والاتحاد) أو حتى (النصر والأهلي)، وستكون هناك مفاجآت في هذه البطولة. * الشباب رغم تأهله آسيوياً إلا أن مستواه غير مطمئن، ولا أعتقد استمراره في المنافسة. * إذا صحت الأخبار حول عودة حمد المنتشري وإبراهيم هزازي فبذلك قد نجحت الإدارة ونجح مخططها لإبعاد اللاعب غير المرغوب فيه، وحققت ما تريد. * إذا كان صحيحاً أن شركة الاتصالات ستقوم بتخفيض مبالغ الأندية إلى أقل من النصف فستكون كارثة، وستورط الأندية، خاصة التي تعمل من دون دراية ومعرفة. * يوم الثلاثاء القادم يعلن رسمياً عن المتأهلين رسمياً في المجموعة الأقوى (الرابعة)، وأتمنى أن يكون الهلال قد تجاوز الريان القطري. * أتمنى عدم تتويج فريق الفتح مبدع الدوري في لقائه أمام الاتفاق في آخر لقاء له؛ فيجب أن يتم تتويجه يوم عرس الرياضيين، يوم تشريف الوالد القائد للمباراة الختامية على كأسه - حفظه الله -. * ما حصل للاعب العربي من إصابة في الرباط، وهي ثاني إصابة له، هو ابتلاء من الله جزاء تعاليه وغطرسته واعتدائه على المشجع في نهائي كأس ولي العهد. * أكبر دليل على ضياع الأندية مالياً نادي القادسية، الذي يعيش أزمات مالية طوال السنوات الماضية رغم حصوله على مبالغ فلكية من بيع لاعبيه السهلاوي والخيبري، وأخيراً الشهراني. خاتمة: اللهم احفظ بلادنا من الكوارث، واحفظ بلادنا من أشرار البشر، وأدم علينا نعمك التي لا تُحصى ولا تُعدّ. ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم محبتي، وعلى الخير نلتقي.