القيادة هي المبادرة، هي الإقدام والمنافسة، هي أن تكون في الصفوف الأمامية وتتحمل المسؤولية، هي أن تكون كلمتك مؤثرة وصوتك مسموعاً، باختصار القيادة متمثلة في الهلال والهلاليين.. كثيرة هي الأحداث والشواهد التي أثبتت دور الهلاليين الفعال والمؤثر في تطور الرياضية السعودية سواءً في الأمور الإدارية أو الاحترافية وحتى الاستثمارية.. ففي الاستثمار الرياضي وبداية العقود المالية المرتفعة والمتداولة الآن كانت الانطلاقة بفضل الله ثم بفضل المبادرة الهلالية وفي شأن الاحتراف واستقطاب اللاعبين الأجانب المتميزين والمشهورين كان الهلال هو السباق بذلك بانتداب البرازيلي الكبير ريفالينو كلاعب أجنبي محترف ومؤثر في الملاعب السعودية.. وأما في الأمور الإدارية والمشاكل الداخلية، فالهلال هو المتفرد والوحيد الذي لا تظهر خلافات منسوبيه وتناقش سرياً اختلافات شرفيه حتى صار مثالاً تتمنى كل الأندية الاقتداء فيه. من مزايا القادة الهلاليين أنهم دائماً في المقدمة، فحملوا المسؤولية عن بقية الأندية، فأدوا الأمانة بكلمتهم المؤثرة واستطاعوا أن يغيروا الكثير من الأنظمة التي كانت مستجدة أو غير الاحترافية أو غير المنصفة.. بفضل الكلمة المؤثر تم إلغاء قرار عدم دخول رؤساء الأندية للملاعب إلا بعد 15 دقيقة، وبسبب الصوت الهادئ المسموع تم السماح للأندية بتسجيل أربعة محترفين أجانب بعد قرار الاتحاد الآسيوي بالسماح بتسجيل لاعب آسيوي للأندية المشاركة آسيوياً، وبفضل الوجود القوي وقوة الحجة والمنطق وافق الاتحاد الآسيوي على لعب مباراة دور ال16 من مباراتين ذهاباً وإياباً في بطولة الأندية الآسيوية.. هذا على مستوى الأندية وأما مستوى المنتخبات فحدث وحرج من مبادرة وإقدام الهلاليين على تحمل المسؤولية حتى وإن كانت غير منصفة، فبالرغم أن الهلال من أكبر الداعمين للمنتخبات بالعناصر بلا منازع منذ عقود إلا أنه في حالة الإخفاق يتم تجاهل البقية ويكون التركيز على اللاعب الهلالي ويحمل لوحده نتيجة ذلك الإخفاق حتى أصبح وجود لاعبي الهلال في المنتخبات متنفس ومخرج لتخبطات بعض اللجان في الاتحاد السعودي وصك براءة للاعبي الأندية الأخرى وأكبر دليل إلصاق ثمانية ألمانيا في كأس العالم 2002 بلاعب هلالي واحد وتم تجاهل وجود خمسة لاعبين من نادي الاتحاد.. وفي تصفيات كأس العالم 2010 وضع اللوم على ياسر القحطاني في عدم التأهل للنهائيات، وتم تجاهل خطأ حسين عبدالغني في هدف البحرين الثاني.. عموماً أرجو وأتمنى من القادة الهلاليين أن يمضوا في مسيرتهم وأن يكملوا طريقهم في استحداث وابتكار طرق جديدة ومحترفة تساهم في رفعة وتطور الرياضة السعودية كعادتهم، وأن يعلموا أن هذا هو قدر الكبار بأن المسؤولية تقع عليهم أكثر من غيرهم وألا يلتفتوا للإعلام المتناقض الذي يشيد فيهم في البداية وفي احترافيتهم وينقلبوا عليهم بعد ظهور التصاريح المنفعلة.. وفي الختام على الهلاليين أن يفخروا ويفاخروا بقيادتهم والتي صادق عليها المسؤول الأول عن الرياضة السعودية الأمير نواف بن فيصل عندما طالب في نهاية الموسم الماضي من بقية الأندية الاقتداء بالهلاليين. الرياضة السعودية وفكر الإدارة يبدو أن الشأن الرياضي السعودي لا يختلف كثيراً عن بقية الوزارات والدوائر الحكومية فيما يتعلق بكثرة المناصب والمسميات.. وهذا بكل أسف انتشر واستفحل بشكل كبير في الرياضة السعودية سواءً في المنتخبات أو في الأندية، فالإداري لديه عدة مساعدين والسكرتير يحتاج إلى العديد من المعاونين وحتى المسؤول الإعلامي يوجد عنده عدد من موظفين!.. في كل دول العالم الإدارة شيء والرياضة شيء آخر إلا عندنا، فنحن أقحمنا الإدارة وعلومها في الرياضة فصرنا نتأخر أكثر مما نتقدم وأدخلنا الرياضي غير المؤهل إدارياً في الإدارة فكثرة أخطائنا وقلت إنجازاتنا.. كما حصل مؤخراً في البحرين كان التبرير الوحيد للخطأ الإداري الذي وقع فيه إداري المنتخب لكرة السلة حسن عطاالله أنه لاعب سابق ومارس اللعبة منذ 25 عاماً، وهذا الخطأ بعينه وهنا لا أضع اللوم على الكابتن حسن، بل اللوم يقع على من وضعه في الموقف المحرج له والذي أحرج من خلاله سمعة الرياضة السعودية.. الموقع المناسب للكابتن حسن في اتحاد السلة وهو يمتلك هذه الخبرة الفنية الطويلة أن يكون مدرباً أو مدرياً فنياً لا علاقة له بالأمور الإدارية حتى وإن سمي الاجتماع الذي يسبق المباريات اجتماع فني وهو في حقيقته اجتماع إداري بحت.. حقيقة سريعة: السعودية تحتاج إلى إعادة النظر في كثرة الإداريين الذين أقحموا في الرياضة خاصة وأن معظم الأخطاء التي أساءت لسمعة الرياضة السعودية كانت بسبب أخطاء إداريين غير مؤهلين وكان سبب وجودهم هو المجاملة والمحسوبية. نقاط سريعة * قلتها وأعيد قولها ليس من مصلحة كل الأطراف كثرة الحديث عن تجديد عقود لاعبي الهلال وتحديد انتهاء عقودهم لأنها ستسبب ارتباكاً للإدارة وضغطاً على اللاعب وترقباً وحيرة للجمهور. * الكثير من جماهير الأندية تحسد جمهور الهلال على ناديها ليس لأنه بطل وصاحب الريادة في الإنجازات بل لأنه أضاف لها أن سمعته مشرفه وتاريخه خال من الشكاوي والمطالبات في المحاكم وال(فيفا) وما الزيارات والتصاريح المتتابعة والمتكررة من المدربين واللاعبين الأجانب الذين لعبوا للهلال والتي تشيد بحسن تعامل ومعاملة الهلاليين إلا دليل على أن الهلال غير. * التطور الكبير في المستوى والنتائج لفريق الهلال الأولمبي يثبت مدى العبث الذي كان يمارسه المدرب السابق ستامب والإهمال الإداري للفريق والذي عوضه هذا الموسم دعم ومتابعة الأمير محمد بن خالد. * إذا أردت أن تشاهد كيف الأخطاء التحكيمية تسلب نتيجة مباراة من فريق وتعطيها إلى فريق آخر ما عليك إلا مشاهدة مباراة الأهلي والتعاون وكيف كانت أخطاء التحكيم ظلمت التعاون. * مع احترامي وتقديري لبرنامج مساء الرياضية، فما يقدمه البرنامج من فوضى وتداخل أصوات ومزاح ممجوج أصبحت الفائدة منه معدومة.