قالوا.. وقللوا.. ونالوا.. من الفتح.. قالوا إنه لا يمكن لهذا الفريق أن يستمر مُتصدراً للدوري.. وقللوا من فرص تحقيقه اللقب.. ونالوا منه حتى على مُستوى النقاد والمُحللين.. قالوا إن الفتح لا يملك مهر البطولة.. وإنه حتماً سيأتي اليوم الذي تتوقف فيه مُغامراته.. فجاء الرد واقعاً.. لقصة مجد.. بطلها هذا الفريق المُكافح..! بينما من تتبع مشوار هذا الفريق.. والعمل الإداري المُتميز.. وروح لاعبيه.. ودهاء مُدربه.. لا يمكن إلا أن يعترف بأن بطولة الفتح جاءت كمُحصل طبيعي.. ونهاية مُتوقعة.. لفريق أكد أنه بطل جديد..! كسب الفتح احترام الجميع.. بعطائه المُبهر.. وأسلوب أدائه المُمتع.. وقدَّم لنا سفير الأحساء كرة الإمتاع الحقيقية.. كرة الهجوم والأهداف.. والمهارات الراقية.. والأداء الرجولي.. والروح العالية.. ومهما تحدثنا عن هذا الفريق البطل.. فإن ذلك لن يُشخص الواقع الذي سطَّره نجوم الفتح..! هذا الإنجاز التاريخي.. لن ينساه الرياضيون لسبب بسيط.. هو أن هذا الإنجاز لم يُحققه فريق تعوَّد على البطولات.. وخزائنه مُمتلئة بالذهب والإنجازات.. وأعضاء شرفه يدعمونه بأرقام فلكية.. ولكنه تحقق لفريق صاعد قبل خمس سنوات فقط.. وتحوَّل بجهود جماعية.. وعمل احترافي.. إلى فريق بطل.. هذا هو الإعجاز.. والأمر الذي يصعب استيعابه.. ولكنه فتح العزيمة والإصرار..! بطولة الفتح التاريخية.. أكدت حقائق مُهمة.. وألغت مفاهيم عدة.. فهي أكدت.. أن الحلم يبدأ بفكرة.. وإن وجدت الفكرة مع العمل الصحيح تحقق الحلم المُنتظر.. وهذا ما فعله الفتح مع بطولته.. فهي بطولة تحققت بتضافر الجميع.. من رئيس النادي والمُشرف على الفريق.. وامتداداً للجهازين الفني والإداري.. والمجلس الشرفي.. إلى جانب اللاعبين وحتى الجماهير التي وقفت مع فريقها.. لذلك فإن البطولة برأيي لم ترتبط بشخصية مُعينة.. أو نجم.. أو مُدرب.. وإنما جاءت بجهود رجالات الفتح جميعاً..! مبروك لكل بطل من أبطال هذا النادي النموذجي.. مبروك للرئيس المثالي العفالق الذي عمل (وهندس) وخطط فاستحق التهنئة على إنجاز يحق له المُفاخرة به.. مبروك للمشرف الراشد ذلك الإداري الذي رسم طريق الذهب.. مبروك للمدرب القدير فتحي الجبال.. مبروك لكافة أعضاء شرف النادي الداعمين والفاعلين.. مبروك لكل فتحاوي.. عمل واجتهد وتعب فنام ثم صحا على هذا الإنجاز التاريخي.. هنيئاً لكل فتحاوي، ومزيداً من الإبداع والتألق في ساحة الأبطال..! الفتح سبق الطائي..! عندما كان فريق الطائي في الدوري الممتاز.. كان هذا الفريق مثار إعجاب الكُثر.. روح قتالية.. نتائج مُشرفة.. عروض مُبهرة.. جماهيرية طاغية.. قدم لنا هذا الفريق كُل شيء.. ولكن دون أن يُقدم لنفسه ما يستحقه وهو البطولات.. هذا الفارس صال وجال.. ولكن دون مُلامسة الذهب..! في ذلك الوقت.. كتبت بأن الطائي لا يعرف قيمته.. وكُنت أقصد حينذاك بأن هذا الفارس الشمالي باستطاعته الوصول إلى الذهب.. استناداً لما يملكه من نجوم وتضحية وجماهير.. ولكن العائق الذي يقف دون تحقيق ذلك هو طموح لاعبيه المحدود.. الذي يتوقف عند ضمان الفريق للبقاء في الممتاز.. فبمجرد أن يتحقق لهم البقاء لموسم جديد.. يختلف الطائي عن ذي قبل.. رغم أن الفريق يكون باستطاعته المواصلة حتى الوصول للذهب.. لكنه الطموح الذي يتوقف..! الفتح.. حالياً يُكرر ما فعله الطائي.. لكن الفارق أن الفتحاويين عرفوا قيمة فريقهم.. وعلموا أنهم قادرون على مُلامسة الذهب.. وأن طموحهم يجب أن لا يتوقف عند حد مُعين.. فإمكانات فريقهم تؤهلهم لذلك.. ولو قُدر للطائيين.. معرفة قيمة فريقهم في ذلك الوقت.. وأن الطموح يجب أن يصل إلى أبعد من مسألة البقاء.. فصدقوني أن الطائي حينها كان قادراً على تسجيل اسمه ضمن قائمة الأبطال.. ففارس الشمال هزم كافة الفرق في أرضه وخارجها.. وظل طوال سنواته (شوكة) في حلق الأقوياء..! إنجاز الفتح.. لا بد أن يكون بداية لغرس الطموح داخل كافة الأندية.. فليس هُناك أمر مُستحيل في الكرة .. فهي تُعطي من يُعطيها.. ويبذل لها.. والفتح كرّس هذه الحقيقة.. والمُهم أن تستفيد فرقنا.. من درس فريق الفتح..! اعتقاد التعاونيين الخاطئ يُخطئ التعاونيون.. إن هُم اعتقدوا بأنهم قد حسموا مسألة بقائهم مع الكبار لموسم جديد.. عقب تعادلهم مع الهلال.. وخسارة مُنافسهم هجر من أمام الشعلة..! فحسابات التعاونيين لفريق الوحدة الذي سيُقابله في آخر المشوار.. يجب أن تكون حذرة للغاية.. فالوحدة رغم هبوطه يظل فريقاً خطيراً.. ويملك أوراقاً مُهمة.. وفوزه الأخير على بطل الدوري يؤكد ذلك..! كما أن على التعاونيين أن لا يستكينوا للترشيحات.. التي وضعتهم مع دوري جميل للموسم الجديد.. فعادة ما تذهب الفرق ضحية لتلك الترشيحات المُسبقة.. وكُلنا شاهد مستوى الوحدة في الأسابيع الأخيرة فقد ظهر فريقا مُخيفاً.. يصعب التفوق عليه..! التعاون أمام لقاء في رأيي هو الأصعب له في مسيرته بالدوري.. كون مُنافسه يلعب دون أية ضغوطات.. وليس لديه ما يخسره.. هذا فضلاً عن المستوى الكبير للوحدة.. الذي لا يعكس إطلاقاً موقعه في الدوري..! فوز التعاون يحسم الأمور تماماً.. غير أن الفوز لن يأتي بتلك السهولة التي يتصورها البعض.. فهذا الفوز يتطلب.. روحاً.. وتهيئة نفسية.. وعدم الاستهانة بالمُنافس.. وفوق ذلك حضوراً جماهيرياً.. فالتعاون عرفناه تتضاعف قوته.. عندما تملأ جماهيره المُدرجات.. وجماهيره عرفناها.. سنداً قوياً للفريق.. ولا عُذر لها إطلاقاً إن أخلفت هذه القاعدة في اللقاء المصيري..! [email protected]