يخطئ من يعتقد أن منتهى طموح النصراويين إدارة ولاعبين وجماهير هو الفوز على الهلال والاتحاد. فالفوز على الهلال والاتحاد لا يشكل سوى ثلاث نقاط في رصيد بنك الدوري. فالنصر فريق كبير صاحب جولات وبطولات، ولن يرضى مسيروه ومحبوه سوى باعتلاء منصات البطولات وملامسة الذهب من جديد. النصر في المباريات الأربع الأخيرة قدم كرة جميلة ظهر فيها الفريق بشخصية واضحة وهوية مميزة داخل الملعب، وبانضباط تكتيكي رائع. وإذا ما استمر النصر على هذا المستوى في المباريات الثلاث القادمة أمام نجران والوحدة والاتحاد وحقق الفوز فربما ينافس وبقوة على المركز الثاني أو الثالث في دوري زين. وهذا هو الطموح الذي يجب أن يكون عليه النصراويون وهو تحقيق المركز الثاني والمشاركة في البطولة الآسيوية في الموسم القادم. وحتى لو لم يتحقق هذا الطموح وحقق النصر الرابع؛ فيكفي أن يلعب الفريق بقية مبارياته بطموح المركز الثاني وهو طموح سيراه الجمهور النصراوي مقنعا ومقبولا في ظل ظروف بدايات صناعة فريق بطل. فاز النصر على الاتحاد وهو يلعب باثنين أجنبيين فقط، وهذا مؤشر على أن النصر يمتلك لاعبين محليين على مستوى عال من الفكر والمهارة. كما أكدت المباريات الأخيرة أن كل صفقات النصر المحلية باأستثناء صالح صديق كانت ناجحة وإضافة كبيرة للفريق؛ فعبدالغني أضاف شخصية القائد للفريق، والسهلاوي هداف من نصف فرصة، والقرني مدافع صلب، أحمد عباس لاعب مميز، والزيلعي فنان ومهاري، بالإضافة إلى تألق إبراهيم غالب وتطور مستوى هزازي وخالد راضي وريان وعودة الحارثي. إن ما يحدث للنصر من ارتفاع في المستوى وعودة للروح الغائبة وحضور ذهني لم يأت من فراغ، بل كان وراءه تضحيات كبيرة من الإدارة واللاعبين وفي مقدمتهم مدير الكرة سلمان القريني الذي وقف في وجه الإعصار وحده وتحمل وحده كل أنواع النقد، بل وصل الأمر إلى التشكيك والتجريح. أعتقد أن المهم الآن هو المحافظة على المكتسبات وتعزيزها بلاعبين محليين وأجانب كي تكتمل منظومة العمل ويصبح الفريق أقوى وأكثر قدرة على المنافسة على البطولات القادمة كبطولة الأندية الخليجية وكأس ولي العهد وكأس الأبطال.