قبل شهور كتبتُ ملاحظات عن بعض أحياء (عرقة) المتألقة في الشمال الغربي لمدينة الرياض، ونَشَرتْها هذه الجريدة، مشكورة، وقد تضمنت ملحوظات وأشياء يفتقر إليها الحي. وأحسب أن وضع الحي مازال كما هو حين نُشرت هذه الكلمة، فلعل من يهمهم الأمر يطلعون عليها فيهتمون بما جاء فيها إضافة إلى ما استجد.. القادم إلى عرقة من الشرق إلى الغرب بعد عبور تقاطع طريق الملك عبدالله والملك خالد يستقبله ميدان أخضر فسيح جميل فتغمره البهجة وينشرح صدره ويتوقع أن ما استقبله يعد مقدمة تشي بما بعدها وتدل عليه، فيستمر متوجهاً غرباً إلى أحياء عرقة عبر طريق الأمير مشعل بن عبدالعزيز، وهو طريق لم تكتمل معالمه بعد وإن كانت هناك بوادر تسير ببطء ويقسم عرقة الجديدة شمالاً وجنوباً، ولكننا حين نتوغل في الأحياء ونتجول في أجزائها نفقد شيئاً من بهجتنا وبعضاً من انشراح صدورنا وتخيب بعض توقعنا للأسباب التالية: 1- افتقار معظم شوارع الحي الداخلية إلى الأرصفة والتشجير والإنارة، وبخاصة الجزء الذي يخترقه شارع الفواز وشارع الفلوه؛ فهو معتم باستثناء ضوء هنا أو ضوء هناك مصدره مسجد أو منزل ، ثم إن هذا الجزء يفتقر إلى انتظام تغذيته بالماء دون انقطاع كما يحدث أحيانا. 2- افتقار بعض الأحياء الداخلية إلى ساحات مهيأة لممارسة بعض الألعاب والأنشطة الرياضية، وتتوفر فيها وسائل الأمن والسلامة حتى لا يضطر الشباب إلى اتخاذ الشوارع لهذه الممارسات. 3- افتقار بعض الأحياء إلى حدائق جميلة تكون متنزهاً لأهل الحي ومكاناً آمناً يمارسون فيه رياضة المشي. 4- افتقار بعض الأحياء إلى إنجاز مشروع الصرف الصحي، وبخاصة أن أرضية الحي صخرية لا تسمح لماء البيارات (أعزكم الله) بالتسرب إلى الأسفل فتفيض وتبعث رائحة تزكم الأنوف والنفوس معاً، وتثقل الجيوب بشفطها في صهاريج. 5- الحاجة إلى اكتمال مراكزه الإدارية والخدمية. 6- الحاجة إلى إشارة مرور ضوئية في تقاطع طريق الأمير مشعل بن عبدالعزيز مع شارع الأبراج تنظم مرور السيارات ؛ فهو تقاطع خطر يسبب تركه بدون تنظيم أضراراً للأرواح والممتلكات. ثم إننا، بين حين وآخر، نرى أو نسمع تفحيطاً لا يسبب الإزعاج فحسب وإنما الحوادث والأضرار، كما نفاجأ، بين حين وآخر، بمن يعكس السير؛ فهاتان مخالفتان مروريتان تعدان، إلى جانب خطرهما، سلوكاً غير حضاري نربأ بأهالي الحي عنه. عرقة لم تعد كما كانت في السابق مركزاً حضرياً مستقلاً بل أصبحت على أرض الواقع أحد أحياء الرياض الكبيرة وموقعاً شاباً وجميلاً بسكانه وجغرافيته وشوارعه وبالميادين في بعض أنحائه، وبطريق الأمير مشعل، الذي منحه الحيوية بربطه بالدائري الغربي وطريق الملك عبدالله مع تقاطع طريق الملك خالد والذي سيبدأ العمل فيه على أن يكون المحطة النهائية للمواصلات الجديدة والمترو في طريق الملك عبدالله. لكن هذا الحي عاطل في بعض خدماته البلدية والخدمية، فهل تتكرم وزارة المياه والكهرباء، وأمانة منطقة الرياض، والمديرية العامة للمرور وبقية الجهات التي يهمها خدمة المواطن وراحته بإنجاز ما يفتقر إليه هذا الحي حتى يكتمل جماله وانشراح صدور ساكنيه وزائريه. وفقنا الله جميعا إلى خدمة الوطن وأهله د. عبدالرحمن بن محمد القعود