مشهد نسور عملاقة تحلق في السماء متحينة الفرص للانقضاض على قوارض ترتع على الأرض، أول ما يلفت انتباه الزائر لحي القادسية الذي يشكو سكانه من قصور في الخدمات وتكدس للنفايات التي تتجمع حولها القطط والكلاب الضالة. لم يشفع للحي كونه من الأحياء الجديدة وواجهة لمدينة تبوك ومدخلا لها للقادمين من الشمال عبر طريق عمان الدولي أو كثافته السكانية العالية، حيث يقطنه حوالي 70 ألف نسمة. إذ يتساءل ماهر عويض الوابصي عن غياب دور قسم صحة البيئة في أمانة المنطقة، عازيا سبب تواجد النسور بأعداد كبيرة إلى مكبات النفايات المنتشرة ومخلفات المباني التي تجلب القوارض والحشرات. بينما يحذر عبدالله سالم الدولاني من مخاطر الكلاب الضالة. ويروي حسان العمراني تجربة مريرة له مع فئران تسللت إلى منزله وأتلفت مستندات مهمة. ونظرا إلى أن جزءا كبيرا من حي القادسية لم تصله خدمات المياه يدفع سكانه الثمن غاليا لجلبها بالوايتات إلى خزانات منازلهم، كما يقول نادر البلوي. ويتحدث أحمد سالم المرواني عن مشكلة آثار الغبار الذي تثيره العواصف الرملية وانعكاساته على صحة الأهالي خاصة المصابين بالأمراض الصدرية، مقترحا تغطية المساحات الخالية بالحدائق التي يخلو منها الحي. ولعل الصورة الأكثر تكرارا في حي القادسية تتمثل في الحفر والنتؤات التي تجعل السير في شوارعه مهمة شاقة للغاية. وحسب سعود الجهني يرجع ذلك إلى عدم التنسيق بين الجهات الخدمية التي كثيرا ما تلجأ الواحدة منها منفردة إلى الحفر لإيصال خدماتها ثم لا تعيد الشارع إلى سيرته الأولى. وتأتي الأخرى بعد وقت قصير لتكرر نفس التجربة. ويحذر كل من نواف البويني وعبدالرحيم بين غنيم من تقاطعات خطرة تفتقر لإشارات مروية تنظم حركة السير فيها، مشيران إلى تقاطع شارع العشرين الذي شهد العديد من الحوادث المرورية، ما جعل البعض يطلقون عليه اسم «تقاطع الموت». وبدون قصد زادت أمانة المنطقة الطين بلة بسفلتتها مساحة كبيرة تحولت إلى مكان للتفحيط بالسيارات من قبل بعض الشباب المتهورين، وفقا لطارق الشمري، الذي يرى أن الأمر ينذر بخطر محدق خاصة وأن الساحة تطل على مدرسة متوسطة للبنات، لافتا إلى أن دوريات المرور تبذل جهودا لوضع حد لهذه الظاهرة لكنها بمجرد مغادرتها المكان يعود المفحطون ليمارسون هوايتهم، ويبدأ فصل جديد من الرعب. مدير مرور منطقة تبوك العميد محمد علي النجار اعترف بوجود المشكلة، موضحا أن إدارة المرور طلبت من أمانة المنطقة تصحيح وضع هذه الساحة بمطبات صناعية أو حواجز أسمنتية. ويشير إلى أن حالات التفحيط تزايدت بحي القادسية في الآونة الأخيرة، مؤكدا أن المرور يبذل قصارى جهده لملاحقة المفحطين ومنعهم من ممارسة هوايتهم الخطرة. لكن الناطق الإعلامي لأمانة المنطقة رياض غبان لم يف حتى الآن بوعده ل«عكاظ» قبل أكثر من شهر بالتعليق على ملاحظات سكان حي الفيصلية. إلا أن رئيس المجلس البلدي لمدينة تبوك جمال الفاخري وعدنا بزيارة ميدانية للحي للوقوف على الوضع فيه ومناقشة مشاكله مع السكان لرفعها إلى الجهات ذات العلاقة. سفلته للتفحيط بدون قصد زادت أمانة المنطقة الطين بلة بسفلتتها مساحة كبيرة تحولت إلى مكان للتفحيط بالسيارات من قبل بعض الشباب المتهورين، وفقا لطارق الشمري الذي يرى أن الأمر ينذر بخطر محدق خاصة وأن الساحة تطل على مدرسة متوسطة للبنات.