في الوقت الذي ينتظر فيه المسرحيون في المملكة النشاط المسرحي المصاحب لمهرجان الجنادرية ليقدموا أعمالهم المسرحية الحافلة بالإبداع والتي عملوا عليها طوال العام جاء قرار اللجنة المنظمة للمهرجان بإلغاء العروض المسرحية دون أسباب واضحة ليصيبهم بالإحباط. وأوضح المسرحيون أنهم ناشدوا المسئولين عن فعاليات المهرجان بتعزيز مكانة ودور المسرح لأنه يعد أحد الواجهات المعبرة عن ثقافة المجتمع والحياة الثقافية. فرصه للارتقاء في البداية يقول رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي إن المهرجان الوطني للتراث والثقافة قام بدور مهم في رعاية الحركة المسرحية حين كان النشاط المسرحي جزءاً رئيساً من أنشطة المهرجان ورغم أني لا أعرف حقيقة الأسباب التي جعلت منظمي المهرجان يقلصون هذا النشاط، إلا أني أؤكد بالنيابة عن الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عن استعداد الجمعية للتعاون مع إدارة المهرجان لإعادة الزخم للنشاط المسرحي بتنظيم العروض والمسابقة، لأننا نعتقد جازمين أن المهرجان هو فرصة ثمينة للالتقاء بالجمهور مباشرة خلال أيام المهرجان، ونحن نضع كل إمكاناتنا الفنية والبشرية في خدمة هذا الحدث الثقافي الهام على مستوى الوطن العربي. مسرح مشوه ومن جانبه وصف المخرج المسرحي أحمد الأحمري أن المهرجان شكل حركة ثقافية بمشاركة عدة جهات بالمملكة فقد ساهم هذا المهرجان بإحياء الحركة المسرحية والتقاء شباب المسرح لتقديم تجاربهم والاطلاع عليها وتحقيق ذواتهم ومن خلالها يتم اختيار بعض العروض للمشاركة في مهرجانات خارجية ونظرا لأن هذا المهرجان خرج من رحم خارج فعالية المهرجان لذاخرج مشوها تائها غير معترف به من قبل المهرجان ولم يحتضنه. ويهتم به ويجعله ضمن توابع المشهد الثقافي للمهرجان ورغم الجهود الذاتية من قبل المسرحيين إلا أن ذلك لم يحرك ساكنا لدى إدارة المهرجان والنظر في تفعيله وظل كائنا لم يكتمل نموه. خسرنا مسرحا حقيقيا ويؤكد الناقد فهد رد الحارثي أننا خسرنا مهرجانا مسرحياً هاماً كان يضخ في كل عام عشرات الأسماء المسرحية من مؤلفين ومخرجين وممثلين وفنيين ونقاد وبتوقف هذا المهرجان يفقد المسرح السعودي واحداً من أهم مهرجاناته على الإطلاق ومن غير الطبيعي أن يتوقف مهرجان مثل هذا بسبب شخص لا يرى في المسرح فعلاً ثقافيا وينظر إليه باعتباره سقط المتاع فالثقافة لديه انحصرت في شعر وقصة ومحاضرة وندوة وما سواها، ولم يفقد المسرحيون فقط هذا المهرجان بل فقده مهرجان الجنادرية الذي أخشى عليه أن يتآكل ويتحول من مهرجان ثقافي تراثي إلى مجرد مهرجان تسوق ينحصر في قرية الجنادرية، ومن لا يؤمن بقيمة المسرح كيف يمكن أن يستوعب الثقافة وما تعنيه. ضعف وتراجع اما المخرج مسرحي علي الخبراني فيرى أن مهرجان الجنادرية المسرحي كان وعلى مر عدة سنوات المتنفس الأول لكل المسرحيين السعوديين إلى درجة أننا كنا نعد عملا خاصا للمشاركة به في مهرجان الجنادرية إذا كان لنا بمثابة العيد ولكن وللأسف في السنوات الثلاث الأخيرة عمل المهرجان على تقليص العروض والفرق المشاركة وتغيير أماكن العروض لنصدم في هذا العام بإلغاء النشاط المسرحي كليا وهذا إجراء غريب من مهرجان يهتم بالتراث والثقافة.. سؤال نوجهه لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله رئيس الحرس الوطني أليس المسرح ثقافة؟ فكيف تلغى الثقافة؟ لا نريد مسرحا مترنحا ويقول المخرج مسرحي علي عبد العزيز السعيد إن توقف إدارة المهرجان لفعاليات المسرح لهذا العام أفضل فهذه الفعاليات تترنح منذ عدة أعوام ومتذبذبة ولا بد من العمل المؤسسي الذي لا يجعل المسرح تحت رحمة شخص بعيد كل البعد عن الفعل الثقافي وعن الهم المسرحي وكل همه أن ينجز عمله الإداري فقط بالمسرح أو بالألعاب الشعبية الأمر سيان بالنسبة لي أقترح على وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية أن تدرج ضمن أنشطتها في الأعوام القادمة برنامجا تحت مسمى أيام الجنادرية المسرحية.. على غرار الأيام الثقافية التي تنظمها في المناطق والمحافظات ولكن يكون مختصاً بالمسرح تتولى فيه الوكالة تنظيم فعالية مسرحية جيدة وتكون ضمن مشاركات الوزارة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة أعتقد أن هذا هو السبيل الأمثل لعودة المسرح للجنادرية بشكل لائق. على هامش المهرجان أما الناقد عبد العزيز الصقعبي فصاغ رؤية تقول إن النشاط المسرحي الذي أقيم منذ سنوات ضمن فعاليات المهرجان الوطني للثقافة والفنون، خدم المسرح السعودي، بإيجاد حراك وفعل مسرحي في زمن لم يكن هنالك وزارة للثقافة، وكانت جمعية الثقافة والفنون تغط في سبات عميق، الأمر الذي حفز المسرحيين في مناطق المملكة للمشاركة في المهرجان، على الرغم من التغييب والتجاهل من الإدارات العليا لهذا النشاط، ولولا إخلاص بعض الفنانين وحرصهم وعلى رأسهم الفنان محمد المنصور، لتوقف منذ زمن بعيد، ولنتسم بالصراحة، ونذكر كيف كان وضع المهرجان، كان هنالك مأزق في مواقع العروض، حتى انتهى الحال في إقامتها في الجنادرية في موقع غير مهيأ للعرض المسرحي، و كان المشاركين في العروض المسرحية يمكثون فقط ثلاثة أو أربعة أيام فترة عرض مسرحياتهم، ومن يرغب البقاء، فغالباً يكون ذلك على حسابه، وبذلك لا يشاهد أغلب المسرحيين جميع العروض، ومقر إقامة المسرحيين يقع في موقع بعيد عن المقر الرسمي لضيوف المهرجان والذين قد يكون ضمنهم بعض المسرحيين العرب، الذين يحضرون المهرجان ويشاهدون جميع الفعاليات عدا العروض المسرحية بل إن أكثرهم لا يعرفون مطلقاً أن هنالك بعض العروض الجيدة والمتميزة التي تستحق المشاهدة. من هنا أقول يجب أن لا نحزن على توقف النشاط المسرحي في مهرجان الجنادرية، لأنه على هامش النشاط الثقافي الذي هو أصلا على هامش الفعاليات. ثقافة مجتمع وترى الناقدة وطفاء حمادي أن مهرجان الجنادرية من المهرجانات الثقافية المهمة في المملكة، فهو الذي أسهم في تعزيز مكانة المسرح وعلى منصته قدم المسرح السعودي عروضه وبلغ ما بلغه من التقدم والتطور ومن الضروري أن يشجع مهرجان الجنادرية هذه المسيرة المسرحية كما فعلت من قبل لأن المسرح هو الواجهة المعبرة عن الثقافة في المجتمع، والمعبرة أيضا عن مدى الوعي الذي بلغته الأجيال، كما أن المسرح هو الذي يفجر الوعي والمسكوت عنه لدى المتلقي، وهو الفن الذي يظل على تماس مع الجمهور يكشف عن قضاياه ويعبر عن هواجسه. شكرا لهم من جانبه وصف الناقد محمد الهويمل أن إيقاف مهرجان المسرح التابع لمهرجان الجنادرية لهذا العام ربما يكون لأسباب مالية ولكن لا يسعنا إلا أن نقدم لهم الشكر لجزيل على تلك الرعاية التي دامت لسنين كان من أهم معطياتها أبراز كوادر كثيرة من شباب المسرح وتفعيل ذلك الحراك المسرحي الذي يتوهج بالنقد والمنافسة والتقارب بين أبناء المسرح من كل مناطق المملكة.