كشفت الزميلة (الشرق الأوسط) في عددها الصادر يوم أمس الخميس، عن تنظيم مسابقة طلابية (لطيفة) هي الأولى من نوعها بين طلاب في المدارس السعودية التي تهتم بالأزياء وجمال لبس الرجال! الفكرة التي نظمتها مدرسة المثنى بن حارث المتوسطة بنجران، تتمثل ببساطة في اختيار (أجمل عصبة رأس) يتمكن الطلاب منها, ومعروف أن (عصبة الرأس) من الأزياء النجرانية الموروثة والشهيرة، ولا يزال الكثير من أهل نجران يلفون (الشماغ) فوق رؤوسهم حتى اليوم، ويعصبونه بطريقة احترافية وخلال ثوان معدودة تكون المهمة أنجزت، المسابقة اشترك فيها عشرات الطلاب، وتأهل 10 طلاب للمرحلة النهائية، حيث تم اختيار ثلاثة فائزين في نهاية المطاف من لجنة التحكيم المكونة من 6 معلمين! الجميل في الموضوع هو قيام المدرسة بنشاط اجتماعي وتراثي مرتبط بإنسان المنطقة، والحفاظ على موروث وتراث سعودي، قد يعتقد بعض صغار السن والشباب أنه مرتبط بدول خليجية أو عربية، ثم إن قيام (مسابقة للجمال) بين الطلاب بحد ذاته، أياً كانت المعايير في المظهر والملبس، هو رقي وباعث على التفاؤل وسابقة تشكر للمدرسة وطلابها، وهي تعزيز لثقافة وإعادة لتراث قد يتعرض للنسيان، ولكنه عندما يقدم في قالب البحث عن (المظهر الأجمل) والأكثر أناقة للرجل فإنه سيكون محل اهتمام وثقة الجيل الصاعد من أهالي نجران! السؤال: هل يدرك مدراء المدارس والقائمين عليها اليوم، أنه ما زال لهم دور مهم في صناعة وبناء (شخصية الطالب) وارتباطه ببيئته ومجتمعه؟! للأسف الكثير من المدارس تخلت عن هذا الدور, وانخرطت في الجانب المعرفي فقط، تاركة الجانب الشخصي لصالح وسائل الإعلام التقليدية أو وسائل التواصل الاجتماعي، متناسية أن المعلم والمدرسة فيما مضى كانا يمثلان (اللاعب الرئيس) في بناء شخصية النشء بحكم أنهما العالم الجديد الذي يعيشه الطالب بعد المنزل! فاعلية (المدرسة الحديثة) ونجاح العملية التربوية، مرتبطة كما أراها بخروج الطالب والمعلم من (بوتقة المعرفة الجامدة) إلى فضاء العلاقة الحية، المتأثرة بالحياة اليومية والبيئية للطالب ومعلمه! دور المعلم لن يكتمل بمجرد معرفة الطالب لتطبيق (القانون الثاني للدنياميكا الحرارية)، فنحن بحاجة بناء شخصية إنسان الأرض، وبالتأكيد يخطئ من يعتقد أن المدرسة دار تعليم فقط، بل هي مؤسسة اجتماعية معرفية متكاملة تتأثر وتؤثر في صناعة الأجيال! شكراً لهذه المدرسة التي حافظت على موروث جميل بين أبنائها على طريقة (دايم السيف): اعصب رأسك أنت سعودي! وعلى دروب الخير نلتقي [email protected] [email protected]