شعرت بالسعادة حين شاركت صباح الثلاثاء الماضي حضور افتتاح المعرض التشكيلي الذي نظمه الإشراف النسائي بوزارة الشؤون الاجتماعية بالرياض، وافتُتح برعاية معالي د. يوسف العثيمين، وحمل عنوان (بك نفخر)، شارك فيه كل من دار التربية الاجتماعية للبنين (قسم الأشبال) - دار التأهيل الشامل بالقدس - دار الحضانة الاجتماعية (فلل الربوة) - دار الحضانة الاجتماعية (عليشة) - دار التربية للبنات - مؤسسة المشلولين، وكانت أعمار المشاركين في المعرض من ست سنوات إلى طلاب الجامعة. معرض يكشف عالماً آخر من الإبداع، تحمل كل لوحة فيه معنى من المعاني، منها الظاهر.. ومنها ما تخفيه الألوان والخطوط، رمزية وتعبيرية وسريالية وأخرى واقعية، مدارس فنية عالمية.. لكنها أكثر عمقا واتجاها نحو أعماق الوجدان، لم تكن ضربا من تجارب الفنانين العالميين، بقدر ما هي عناوين ورسائل للقلوب الرحيمة، إبداعات لا تخلو من التجريد أيضاً، تجرد من واقع مضى، وتجريد لمشاعر الكثير من الذين لا يولون هذه الفئة اهتماماً، هؤلاء قل أن يتحدثوا عن واقعهم مباشرة، ليس خجلا أو خوفا من نظرة يعلمها هؤلاء أكثر منا ويميزون بين الصادق منها وعكسه، نظرة من عقول مريضة لا تعي أن لهؤلاء قيمة ومقاماً ضمنه الخالق لهم (فأما اليتيم فلا تقهر). هذه الفئة التي لا تقل ولا تختلف عن غيرها إلا بحملهم عاطفة جياشة للوطن ولكل من احتضنهم ومد لهم يد العون والمساندة، ومنها هذه المناسبات والفعاليات التي تقدمهم للمجتمع مبدعين، اجزم أن في سبل تعبيرهم التشكيلي ما يجعلنا نقف لهم احتراما ونرفع لهم كفوف التحية. أعود لإبداعهم التشكيلي، الذي لا يقل حالا عن حالهم ولا يأبى إلا أن يكون له موقع قدم ومساحة من العطاء، فهو يتيم مثلهم لا راعي له غير ما يقدم من مؤسسات المجتمع، ورغم ذلك لم يهن أو يتراجع او يتوقف، يشارك هذه الفئة العظيمة بما عظمها الله به من رحمته.. جمال حياة مغموس بالأمل. إذاً فقد جمعت صالة الأمير فيصل بن فهد أيتاماً مبدعين بإبداعات يتيم، ما أضفى روحا من الشعور لدى كل منهم بقوة الإرادة وبتمازج وتقاطع المصالح، إبداع يعبر عن المشاعر ومبدعين أجادوا بتوظيف إبداعهم مهما كانت قدراتهم، نستشرف من الكثير فيها بوجود مواهب واعدة ستجد لها موقع قدم في مسيرة الفن التشكيلي السعودي بإذن الله. [email protected] فنان تشكيلي