الموضوع الذي نشر في هذه الصفحة حول إمكانية عودة الفنانين الأحياء من الرواد للساحة من خلال مشروع متكامل تقوم به وكالة الشؤون الثقافية أو جمعية التشكيليين (جسفت) أثار الكثير من ردود الفعل أغلبها يؤكد على أهمية تكريمهم ومن خلال المناسبات التشكيلية كإقامة معارض تجمع شتاتهم وتعيد ذكرى إبداعاتهم للساحة التي أصبحت تغص بالشباب وبالمعارض المتعددة والمتنوعة، منه الجيد والكثير لا يشبع الطير، افتقدت الإبداع الحقيقي والأساليب القوية التي تأسست بها الساحة وأبقت أثراً ما زال يتردد في ذاكرة المهتمين بالفنون التشكيلية، إبداعات تتطور بهدوء وينتقل الفنانين فيها من مرحلة إلى أخرى بتأن ودراية وبحث وتجريب، محتفظين بالروح والخصوصية مع ما يطرأ من تجديد، أصبح لكل منهم أسلوبه الذي عرف به دون إمضاء، البعض تمسك بخطواته الأخيرة والبعض الآخر يلامس الجديد دون تفريط بالأصول والمرتكزات التي أسس عليها إبداعه وتجاربه. لهذا فما يمكن أن يقدمه هؤلاء كما نرى في بعض المعارض الفردية لهم أو ما يشارك به بعضهم في المعارض الحالية يجعلنا نتمنى ونحلم أن نرى البقية يعيدون لنا ما تعودت عليه الساحة من أعمال لا تذوب سريعا ولا يقفز أصحابها بخطوات قد تعرضهم للسقوط أو تكرار لبعضهم البعض أو استنساخا لغيرهم، فقد أصبحت الساحة بطعم واحد ونكهة واحدة وأعمال تدفع بنا للملل من مشاهدتها، لقد أعاد لي أحد محبي الأعمال الفنية والمقتنين لها ما كانت عليه الساحة من نشاط يدفع به وأمثاله للبحث عن أي معرض لهؤلاء المبدعين الذين أصبح الكثير منهم في طي النسيان إلا مما يذكره الباحث أو الناقد عند الاستشهاد بأحدهم. لقد أصبحت تلك التجارب ولأولئك الرواد وأصحاب الأساليب مهما توقف بعضها عن الاستزادة بجديد وحداثة العصر إلا أنها تبقى أصيلة كما يقول أشقاؤنا المصريون (الدهن في العتايق) أو الخير في القديم، مع تقديرنا للجيد والمتميز من جديد الساحة فلكل زمان دولة ورجال ولكل مرحلة مبدعون، لكن الركيزة على الأوائل على مستوى تاريخ الفن عالمياً وعربياً الذين نرى كثيراً من تأثير أساليبهم على من في محيطنا سيكون لنا مع هؤلاء المؤثرين وأصحاب الأساليب وقفة خاصة، وصولا لأصحاب البدايات في تأسيس الساحة المحلية التي ما زال الكثير من الأجيال التي تبعتهم تتبع أساليبهم وطرق تنفيذهم للعمال الفنية وفي مختلف تخصصات الفن التشكيلي وفروعه. أعود لأختم أن من غاب بجسده عن الساحة من هؤلاء فلن يغيب إبداعه. [email protected]