لا شك ان للجماعات التشكيلية في فترة مضت دورا كبيرا وهاما ومؤثرا في مسيرة الفن التشكيلي، مع غض الطرف عن بعض الأخطاء أو السلبيات، التي منها حدوث نوع من التكتلات و(الشللية)، أو اختيار غير موفق في مستوى الأعمال أو تدني الخبرات في بعض أعضاء تلك الجماعات، او المجموعات ، ومع ذلك لا يمكن إغفال ما كان لها من دعم دفع وحرك الساحة نحو المنافسة، والركض نحو التميز بين كل منها عن الأخرى، ومنذ فترة طويلة لم نعد نسمع عن هذه الجماعات أو التجمعات أي خبر، إلا من جماعة المدينةالمنورة، وجماعة مسار، التي أعلنت عن إقامة معرضها قبل أيام . هذا الغياب تجاوز حد البيات الشتوي نحو غياب يدفع كل من بالساحة للتساؤل، عودا إلى حجم ما قدمته بعض تلك الجماعات وأبقته في ذاكرة الساحة ، وبما أسهم به بعضها من تقديم أسماء جديدة ولو قليلة، أصبحت اليوم ذات شأن في الساحة، نذكر بعضا من تلك الجماعات، الأكثر نشاطا منها جماعة الرياض، وجماعة ألوان، وجماعة الدوادمي الأقدم والأكثر حضورا في زمن سابق، انطلاقا من محافظة الدوادمي، استطاعت حفر اسمها ونافست المدن الكبيرة، أبرزت اسم المحافظة في مجال الثقافة والفنون، في مختلف المدن، وقدمت تنوعا في مجالات الإبداع، بمبدعين هم اليوم رواد في مجالاتهم واليوم هي الوحيدة التي أسهمت بالانضمام للجمعية بفرع يعد حقا من حقوق أعضائه بإدارة الزميل الفنان أحمد الدحيم الذي وهب للفرع منزله المسمى بيت التشكيليين. أعود مرة أخرى للإشارة الى تلك الجماعات، خصوصا التي يقف خلفها أسماء كبيرة ومعروفة، نأخذ منها كنموذج، جماعة ألوان التي يرأسها فنان يمكن وصفه بوالد التشكيليين ورائدهم في هذه المرحلة بعد ان أسهم بقلمه في مجال الأدب، وألوانه في اللوحة القادر على تقييم الساحة وإبداء الرأي فيها دون مجاملة أو نفاق (الفنان عبد الجبار اليحيا)، ويقوم على إدارة المجموعة الفنان سعد العبيد المخضرم في إبداعه وإدارته للمعارض وللجماعة، أم الجماعة لأخرى فهي جماعة الرياض ، بقيادة رائد الإبداع الشعبي الفنان علي الرزيزاء، الذي نقل رموز نجد من الأبواب والجدران إلى حالة الفن المعاصر على اللوحة ومن خلال تصميم المجسمات، وما يمتلكه من تاريخ وسيرة عطرة من العطاء . كل هذا يعيدنا للسؤال ، أين هذه الجماعات، وأين هي من فكرة الدكتور محمد الرصيص، بأن تكثف جهودها وتلتحم مع الجمعية السعودية للفنون لتشكيلية، التي هي في حاجة إلى تلك الجماعات وتجاربها، وأين تلك الجماعات من فروع جمعية التشكيليين التي اصبح غالبية أو كل من ينتمي لها أعضاء فيها، هذا الابتعاد أو الغياب عن دعم فروع الجمعية ما يبعث العتب، فلا هي حاضرة الآن ولا هي داعمة، إذا علمنا ان فروع جمعية التشكيليين يديرها جيل جديد، يحتاج إلى الخبرات والوقوف معهم بالكلمة والرأي . اجزم أن في اقتراب هؤلاء الكبار بتجاربهم الإدارية وفي مجال الخبرات الفنية ما يضيف الكثير من تحقيق اهداف تلك الفروع والقائمين عليها خصوصا في هذه المرحلة التي تخطو فيها تلك الفروع خطواتها الأولى نحو إثبات الوجود، والدخول في المنافسات الشريفة التي تصب في خدمة الفن التشكيلي. [email protected] فنان تشكيلي