قال السفير الفرنسي لدى المملكة براتران بزانسنو إن بلاده تُعتبر المستثمر الثالث في المملكة العربية السعودية باستثمارات تبلغ 15.3 مليار دولار، بينما تبلغ استثمارات السعودية في فرنسا 600 مليون يورو، وتتركَّز بشكل رئيس في قطاع العقار. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر السفارة بالرياض، بمناسبة قرب انعقاد منتدى فرص الأعمال السعودي الفرنسي في باريس والذي تنظمه وزارة التجارة السعودية ووزارة التجارة الخارجية الفرنسية خلال الفترة ما بين 10- 12 أبريل لهذا العام، وبمشاركة لجنة التجارة الدولية بمجلس الغرف ومجلس الأعمال السعودي الفرنسي. وقال السفير الفرنسي: هناك فرص استثمارية أخرى مشجعة في فرنسا، تُضاف إلى القطاع العقاري الذي تتركز فيه أكثر الاستثمارات السعودية، ففرنسا بحسب «آرنست آند يونغ» تحتل المركز الرابع عالمياً في جذب الاستثمارات الأجنبية، لافتاً إلى أن بلاده تمتلك الريادة في مجال تقديم الدعم للأبحاث والتنمية، وهناك أكثر من 600 شركة معنية بالابتكار، إضافة إلى ريادتها في تأسيس الشركات الجديدة، حيث تم تأسيس أكثر 550 ألف شركة في عام 2011 م، إلى جانب حصولها على المركز الرابع أوروبياً في مجال إنتاجية العمل بالساعة، متقدمة على ألمانيا، وأبان السفير براتران بزانسنو أن بلاده تمتلك مقومات عالية جداً فيما يخص القطاع التعليمي وجوانب التأهيل والتدريب العملي، حيث تحتل المرتبة الثانية بعد أمريكا بعدد الطلبة والطالبات في مراحل التعليم، وكذلك تواجد أربع من جامعاتها ضمن أفضل عشر جامعات متخصصة في إدارة الأعمال على مستوى العالم. وتنطلق فكرة هذا المنتدى من إعطاء الشركات الفرنسية معلومات عن المشاريع الكبرى والفرصة الاستثمارية الواعدة في المملكة. وقال: نحن نعرف أن المملكة منخرطة في مشاريع صناعية كبرى وتطوير البنى التحتية، وكلها تتناسب مع قطب التميز في فرنسا في جميع القطاعات، بالإضافة إلى أن الشركات الفرنسية الكبرى تعرف الفرص في المملكة، إلا أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تنقصها هذه المعلومات عن المملكة، فتواجدهم في هذا المنتدى فرصة مميزة لعقد شراكات في جميع المجالات. وأوضح أن المنتدى سيشتمل على محاضرات عن المملكة والمشاريع فيها وستعقد اجتماعات على الطاولة المستديرة حول أولوية المشاريع في المملكة سواء كانت في الطاقة أو النقل أو الصحة أو غيرها، وسيكون هناك لقاءات مباشرة بين الشركات الصغيرة والمتوسطة.. فهناك توقعات وطموحات كبرى متعلقة بهذا المنتدى، إذ يحظى بدعم رسمي حيث يحضره 4 وزراء من كلا الطرفين، وسيفتتحه الرئيس فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية، وسيقيم حفل استقبال في قصر الإليزيه بهذه المناسبة.. وسيكون هناك 300 مشارك فرنسي وحوالي 200 رجل أعمال وشخصيات رسمية سعودية. وعن وجود الشركات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية في المملكة أشار السفير الفرنسي إلى أنه بالتعاون بين «الميداف» الدولي وشريكها مجلس التعاون الفرنسي السعودي، حيث تنظم كل عام مرتين زيارة رجال أعمال إلى فرنسا وليس فقط إلى باريس، بل أيضاً إلى المناطق الأخرى المهمة في فرنسا، لإعطاء دفعة للشركات الصغيرة والمتوسطة، وكما تعلمون فقد افتتحنا في العام 2010 مكاتب «إيبي فرانس» في كل من الرياضوجدة والخبر، ويهدف هذا المكتب إلى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتشجيعها على التواجد في المملكة العربية السعودية، وحققت هذه المكاتب الأهداف المنشودة، حيث تضاعف وجود الشركات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية 3 مرات خلال على مدى السنوات الثلاث الماضية. وأشار السفير الفرنسي إلى أن العقبة الوحيدة التي تواجهها الشركات الصغيرة والمتوسطة تكمن في إيجاد الشريك المناسب لها، فالبيئة الاستثمارية في المملكة جاذبة للاستثمار وهي تحتل المركز 22 في هذا المضمار، وحول تخوف المستثمرين السعوديين من الاستثمار في فرنسا أكد السفير الفرنسي بأنه لا يوجد هناك ما يُبرر هذا التخوف، إلا استثمارات السعوديين فتتركز في القطاع العقاري، ونحن نطمح في انخراط أكبر من الاستثمارات العامة والخاصة في قطاعات إنتاجية وصناعية، كما نبذل قصارى جهدنا في هذا الاتجاه. من جهته قال رئيس مجلس الأعمال السعودي - الفرنسي الدكتور محمد بن لادن أن رأس المال يبحث دائماً عن الفرص الاستثمارية، وإن كان هناك ركود في أوروبا، فهناك فرص سانحة يجب الاستفادة منها، وأضاف أن الحكومة الفرنسية قد اتخذت خمسة إجراءات مؤخراً من شأنها أن تفتح شهية المستثمرين وجذبهم، ومن ضمنها تجميد رفع الضريبة في فرنسا إلى الخمس السنوات القادمة. من جانبه قال ل»الجزيرة» فيليب غسمان المستشار ورئيس البعثة الاقتصادية الفرنسية إن بلاده مستعدة للتعاون مع المملكة في حال طلبها المساعدة أو الاستشارة في مجال الطاقة النووية وتوطين التقنية، لذلك نود أن نكون الحلفاء الإستراتيجيين للمملكة في المجال النووي، وستحضر إلى المملكة شركتان هما شركتا «أريفا» و»إديف» من أجل هذا الغرض في شهر أيار (مايو) المقبل، وعن المخاوف من تداعيات أزمة اليورو واحتمالات سحب المستثمرين لأموالهم من أوروبا، أكد رئيس البعثة الاقتصادية الفرنسية أن هناك ثقة كبيرة من المستثمرين باليورو، ونحن كأوروبيين نتمنى انخفاض قيمة اليورو، لكن هناك طلباً كبيراً على اليورو من قبل كل المستثمرين وجراء هذا تبقى قيمة اليورو عالية، فلا داعي للخوف وهناك ثقة مطلقة باليورو، فكل الدول الأوروبية ستبذل كل جهودها من أجل المحافظة على اليورو، على الرغم من وجود بعض المصاعب المتعلقة بالميزانيات والدَّين العام، داعياً المستثمرين السعوديين إلى توجيه استثماراتهم نحو الصناعة بدلاً من حصرها في قطاع العقار الذي ارتفعت تكلفته.