اعتبر السفير الفرنسي لدى المملكة برتران بزانسنو أن عدم وجود شريك سعودي أهم عقبة تعترض دخول الشركات الفرنسية الصغيرة والمتوسطة إلى السوق السعودية، مؤكداً وجود مجالات استثمارية جاذبة في المملكة في قطاعات النفط والطاقة النووية والطاقة المتجددة والمياه والسكك الحديد والصحة. وقال السفير رداً على سؤال ل«الحياة» خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة في الرياض أمس، بمناسبة تنظيم منتدى فرص الأعمال السعودي - الفرنسي الذي سينطلق في فرنسا في العاشر من نيسان (أبريل) الجاري: «لا توجد عقبات تعترض دخول الشركات الفرنسية الصغيرة والمتوسطة إلى السوق السعودية إلا عدم وجود شريك سعودي، إضافة إلى قلة المعلومات عن القطاع الخاص في المملكة». وأكد أن السعودية تعتبر الشريك الاستراتيجي لفرنسا، إذ تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأعوام الخمسة الماضية، حتى وصل في العام الماضي إلى أكثر من 8.73 بليون يورو، بنمو نسبته 13 في المئة مقارنة ب2011. وشدد بزانسنو على أن الحكومة والشركات الفرنسية ما زالا يتطلعان إلى الاستثمار في السوق السعودية، خصوصاً في مجال الطاقة النووية والمتجددة، والغاز، والمياه، والنقل، والصحة، مع العمل على نقل وتوطين التقنية، متوقعاً أن يقوم عدد من الشركات والوفود الفرنسية المتخصصة في الصحة والنقل والطاقة النووية بزيارة إلى المملكة للبحث عن شركاء في تلك الفرص الاستثمارية. وأشار إلى أن المملكة تصدّر إلى فرنسا النفط الخام، فيما تصدر فرنسا إلى السعودية منتجات ميكانيكية وكهربائية وغذائية وأدوية وطائرات وأدوات تجميل ومنتجات معدنية وكيماوية وغيرها، وبلغ حجمها أكثر من 3.2 بليون يورو في العام الماضي. وذكر أن فرنسا من أكبر المنتجين الزراعيين في أوروبا، إذ تنتج 18 في المئة من الإنتاج الزراعي في أوروبا، لذلك تسعى من خلال مبادرة خادم الحرمين الشريفين للأمن الغذائي من خلال الاستثمار الزراعي الخارجي إلى أن تكون شريكاً في ذلك، مشيراً إلى أن قيمة صادرات فرنسا إلى المملكة من الدواجن والأعلاف تبلغ 610 ملايين يورو. ولفت بزانسنو إلى أنه يوجد في المملكة أكثر من 70 شركة فرنسية توظّف أكثر من 20 ألف شخص، وهي المستثمر الثالث في السعودية، ويبلغ حجم استثماراتها أكثر من 15.3 بليون يورو، لافتاً إلى أن الاستثمارات السعودية في فرنسا لا تتجاوز 600 مليون يورو، معظمها في قطاع العقار، مشيراً إلى أن هناك تعاوناً كبيراً بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصاً أن الشركات الفرنسية الكبرى موجودة بشكل كبير في المملكة منذ عشرات الأعوام. وقال بزانسنو إن فرنسا ستشهد في العاشر من أبريل الجاري منتدى فرص الأعمال السعودي - الفرنسي، بمشاركة لجنة التجارة الدولية في مجلس الغرف السعودية، ومجلس الأعمال السعودي - الفرنسي، بدعم من سفارتي البلدين، إذ يهدف المنتدى إلى تزويد الشركات الفرنسية ورجال الأعمال والمستثمرين الفرنسيين بالمشاريع والفرص الاستثمارية المتوافرة في المملكة، موضحاً أن هذا المنتدى يعتبر الأول على مستوى أوروبا، ويشارك فيه عدد من الوزراء، منهم وزير التجارة والصناعة السعودي ووزيرة التجارة الفرنسية وسيفتتحه الرئيس الفرنسي، مشيراً إلى أن برنامج المنتدى يتضمن محاضرات توضح الفرص الاستثمارية في البلدين، وسيشارك أكثر من 300 مشارك فرنسي ونحو 200 رجل أعمال ومستثمر سعودي. وأضاف أنه تم في عام 2010 إنشاء مكتب فرنسي في السعودية له ثلاثة فروع في كل من الرياضوجدة والخبر، ويهدف إلى دعم ودخول الشركات الفرنسية الصغير والمتوسطة إلى السعودية، وزاد عددها ثلاثة أضعاف، ويقوم رجال الأعمال الفرنسيون وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة بزيارة المملكة مرتين سنوياً لبحث آفاق التعاون بين البلدين. وذكر أنه سيتم في الرياض مطلع الشهر المقبل تنظيم معرض عن المنتجات الفرنسية بالتعاون مع مجلس الأعمال السعودي - الفرنسي.