الفراسة هي الاستدلال بالأمور الظاهرة على الأمور الخفية.. وكتاب (الفراسة وقراءة الأفكار) إعداد: هيكل نعمة الله، يتحدث عن علم الفراسة الذي عرفه العرب منذ قديم الزمان. يقول المؤلف: اهتم العرب بجمع التراث العلمي لليونان وإحصاء ما جمعوه، فالفارابي (339ه) هو أول العرب الذين حاولوا تصنيف العلوم في كتابه «إحصاء العلوم» حيث لم يذكر الفراسة. أما ابن سيناء (428ه) فيعتبر أول من ذكر الفراسة في رسالة موجزة عن تصنيف العلوم العقلية، حيث جعلها في المرتبة الثالثة بعد الطب وعلم أحكام النجوم، ويحددها على أنها علم موضوعه الاستدلال على الخلق بالخلق، وليس لهذا العلم عنده قيمة وأن القيمة على علم النجوم. ويورد الغزالي (505ه) في كتابه (تهافت الفلاسفة) تصنيف العلوم عند ابن سينا دون أن يسميه، ولا يعترض على قسمة الفلاسفة للطبيعيات، ولا على مشروعية الطبيعيات. ويرد ابن رشد (595ه) في كتابه تهافت التهافت نيابة عن الفلاسفة فيرفض حجج الغزالي. أما سعيد الأنصاري الأكفاني (749ه) فقد أحصى في كتابه (إرشاد القاصد إلى اسنى المقاصد) ستين علماً، ويأتي على تعريف الفراسة. أما فخر الدين الرازي فقد عرض في مؤلفه جميع أقسام الفراسة.