تصرح تحت ضرب من اللغة بمعاناة المرأة على حد مضمون القصة، فهي - حكيمة - تقص علينا حكاية امرأة فقيرة خُذلت من قبل رجل أحبته حيث مارست الخطيئة معه في لحظة ضعف جمعت بينهما، ولكن الأمر انتهى بها باكتشاف أمها بالأمر، وكون الأمر مخزٍ بالنسبة لأهلها هربت بها أمها لتتستر على فضيحتها وهجرتها بعد ذلك. وكي تستمر في العيش حاولت أن تعمل كخادمة في المنازل، وفي أحد المنازل راودها أحدهم فانقطعت عن العمل بطلب فاعل خير ظهر في حياتها الذي وضع معها اتفاقية أن تتوقف عن العمل مقابل أن يوفر لها احتياجاتها، لتنتهي القصة بذهابها إلى بيت فخم بطلب من هذه الشخصية الملثمة، لتكتشف بعدها أن هذا الشاب ابن من خذلها والذي انتهى بها الأمر - الأب - بكرسي متحرك يحاول بعد ندمانه طلب العفو من هذه، لكنها طلبت من ابنه أن يعيدها من أينما جاء بها.. نلاحظ أن من وراء «قصة لغز امرأة» قد اجتمعت العديد من الثنايات المتضادة وأبرزها: الفقر/ والغنى، ويظهر ذلك في قولها: «... وهي تتذكر سريرها المتهالك الذي كان يجلب لها الألم أكثر مما يريحها، وتتخيل سقف غرفتها الذي يسرب ماء المطر عبر الثقوب المنتشرة بانحنائه، ناهيك عن أشعة الشمس التي لا تجد إلا وجهها ليكون أول من تسطع على صفحته...». وقولها في موضع آخر: «.. وحينما دلفت إلى الداخل ذهلت بفخامة الأثاث وبأناقة المنزل من الداخل...»، حيث تتجسد الطبقية بين غناء فاحش وفقر مقدع، بغض النظر عن طبقية المعاملة، حيث تتجسد ثنائية السيد/ العبد، وذلك من خلال معاملات رب المنزل مع الخدم حيث تفشت هذه الظاهرة في هذا المجتمع بكثرة. تحاول حكيمة من وراء سطورها أن تترصد الظواهر البارزة في المجتمع العربي بصفة عامة وفي مجتمعها بصورة خاصة، فراودتها فكرة التغيير، فاتخذت من القلم دافعاً لذلك، لتحاول بعين حكيمة أن تصور وتصوغ بلغتها لتحيلنا على الواقع الاجتماعي فوشحت قصتها بهذا البعد الذي أتقنت توشيحه بمعانيها المضمرة التي حاولت إيصالها بصيغة غير مباشرة ولغتها التي لونتها بجمالية الطبيعة.