تعكس سيارة رولز رويس انطباعات تتراوح بين الكمال والسرعة والسهولة. كما تتوافر هذه السيارة المعاصرة الكلاسيكية بطرز عدة منها الأخير «فانتوم». يمكن لصاحب رولز رويس أن يختار هذه السيارة لأسباب مختلفة. فبينما يفضل بعضهم تصميمها الحرفي، ينساق آخرون الى التجربة الفريدة التي توفرها من قيادة سلسلة وصامتة. وتتملك فئة ثالثة الرغبة بامتلاكها لشعور أفرادها أنهم اقتنوا قطعة فنية فريدة، هي أفضل سيارة في العالم. الا انه وخلال المراحل التي تمر بها رولز رويس وعلى اختلاف الأسباب التي يمكن أن تدفع أي شخص الى شرائها، هناك خصوصية تميز هذه السيارة ومالكها، الا وهي «روح النشوة». هو شعور يتجسّد بأيقونة مجنّحة تحمل الاسم ذاته، ايقونة على شكل امرأة تميل الى الأمام وتمدّ ذراعيها الى الوراء. هي تطير فرحة على الدرب وقد تحولت ثيابها الى أجنحة. هذه الأيقونة هي «روح النشوة» وتمثل كل ما ترمز اليه سيارة رولز رويس. فكل سيارة رولز رويس تجّسد العراقة والشغف. أما القصة وراء هذه الايقونة المجنحة – «روح النشوة» – فهي غامضة ومشوقة. لقد صممها تشارلز سايكس، وهو خريج جامعة لندن الملكية للفنون London Royal School of Arts ، وراودته الفكرة استجابة لطلب أحد ابرز الشخصيات في عالم السيارات، اللورد مونتاغو أوف بوليو Lord Montabou of Beaulieu هكذا ولدت أول ايقونة من تصميم سايكس وكانت عبارة عن امرأة ساحرة الجمال وغامضة، تلبس رداء شفافاً وتضع أصبعها على شفتيها بكل رقة، وعرفت باسم whisper الذي يعني «همسة» باللغة العربية. وقتذاك، كانت ايقونات السيارات تعتبر من الكماليات وتعكس الانتماء الطبقي واللياقة الاجتماعية لمالك السيارة. الا أن عدداً من هؤلاء كانوا يضعون رموزاً غير لائقة على سياراتهم. وفي عام 1910، استدعى كلود جونسون المدير التنفيذي لسيارات رولز رويس، سايكس بهدف تصميم ايقونة مميزة تعكس «كرامة» هذه الماركة و «رشاقتها وخلودها». وأراد سايكس بعد أن أطلق على الايقونة اسم «روح النشوة»، ان يذكّر برمز القوة والسرعة والانتصار في علم الأساطير والتي كان اسمها «نايكي» Nike، بعد أن يمزج بين ما يمثله هذا الرمز وما تمثله whisper «الهمسة». ووصفها سايكس «بالآلهة الشابة والرشيقة. هي روح النشوة التي أختارت أن يكون السفر المستمر مصدر سعادتها»، معتمداً بذلك على قوة رولز رويس وفعاليتها التي ستجعل الأيقونة تتألق في الهواء الطلق كلحن موسيقي منسجم. وعلى مر السنوات، لم تتغير «روح النشوة» وهي تُصنّع اليوم يدوياً في قرية قرب ساوثمبتون في انكلترا. ويستعمل الشمع في طريقة تصنيعها. وهي عادة مصرية تعود الى أكثر من 4 آلاف سنة. وفيما قد تتغير المواد المستعملة في صنعها، من الحديد الى الذهب الى الفضة، الا ان ملمح الأيقونة الخارجي يبقى ثابتاً وأصلياً. أما تصميمها الحالي فيستعين بملامح سايكس الأصلية لا سيما في مدّ الذراعين الى الوراء. ولا تزال ملكيتها في حوزة حفيد اللورد مونتاغو.