ماذا سنكتُبُ مَوجُ الفِكرِ يلتطمُ ورجع أقلامنا قد صابهُ صَمَمُ؟ ماذا سنرسُمُ والألوانُ باردةٌ لونُ السماءِ ولونُ السحبِ منهزمُ؟ ماذا سنُعطي مياهُ النبعِ ناضبة ٌ صحراءُ مجدبةٌ لن تُنبتَ اليسمُ؟َ ماذا سنروي عن الماضي وعن غدِنَا مادام حاضُرنا يَجتَاحهُ العَتمُ؟ الناسُ تجري كأنَّ الأرضَ خالدةٌ وقد تباهوا بما قد غيرُهُم رسمُوا أفنوا ليالي سباقاتٍ وما علموا بالصدق والحق تبني مجدها الأممُ هم شيَّدوا وبنوا بالوهمِ أُحجية ً وما بناهُ الهوى بالريحِِ ينهدمُ هم نسقوا وسقوا يوماً ولا غرسوا وما جنوا زهراً حتى ولو زعمُوا هم سَدَّدُوا ورَمَوا ساءَت مقاصدهم تصادموا في الفلا سهماً رمى سهمُ ما للخُزامِ بدت ذبلى وشاحبة جُذورها عطشوا مالوا وما سَلِمُوا ما للكَنارِ غدت سكنى مُغمغِمة ٌ طوت جناح وقد ضاقت بها الهممُ أين الفراقدُ أضواءٌ قد انطفأتْ ليلٌ بهيمٌ هوى في طُرِّه نجمُ؟ أين الرفاقُ وأين الطيبُ طبعهُم صبحٌ توارى وإشراقٌ به ظُلَمُ؟ أين الذين إذا ما خِلتُهم نطقوا دُراً من القولِ لا يؤذي ولا يَضِمُ؟ أين الذين ولا الدُنيا تُغيرهُم في الحربِ والسلمِ هم بالصفو قد وسمُوا؟ أين الذين إذا مروا مرافِئَنا كأنهم طيفُ ما زاروا ولا حلموا؟ ما عُدت أفهم دنيانا ويُربكُني بعضُ التجهمِ في وجهِ الذي ظَلَمُوا ما أصغر الكونَ في عَينيَّ لو نََظَرَتْ الى عيونٍ ملأها الحزنُ والألمُ سَلَّمتُ أمري وَجَلَّ اللهُ خالِقُنا يا من إليه يبوحُ المرء يحتكمُوا يا من رفعت السما من غيرِ أعمدةٍ مُسَيِّرُ الفُلكِ مُجري النور ينتظمُ يا من بسطت الثرى بعظيم مقدرةٍ وكُل ما جاء في الأكوانِ ينسجمُ يا مُرسلَ الريح تُزجي السُحبَ تسكُبهُ في القاعِ والطودِ سيل الطمي يلتئمُ يُعطي حياةً ويروي كُل بادرةٍ بُشرى لمن صبروا ذِكرى لمن علمُوا يا من نلوذُ به في كُل ضائقةٍ يا من له نلتجئ وحِماهُ نعتصمُ جارت علي أيادٍ أنت تعلمُها وأنتَ أدرى بما أخفوا وما كتمُوا كما تُجلي الثُريا في مَنازلِها بالحق تعلو وموج البحر يلتطمُ