لا يزال هناك من يُقلب عينيه وهو يرى فتاة (تحمل كاميرا) وتضبط عدستها؛ لتلتقط صورة في مكان عام، أو تجمع ما، هو لا يستطيع الاعتراض، ولكن استراق النظرات المُتعجبة (مع صمت الشفتين) يحكيان قصة أخرى! ثقافة اقتناء الفتيات للكاميرا وحملها على الكتف ثقافة (مُتشكلة) وجديدة، ولاسيما أن حمل الكاميرا في وقت مضى كان من (خوارق المروءة) للرجال في جزء من ثقافتنا، فما الذي حدث؟! المرأة لم تحتَج (لمشوار طويل) كي تقنع المجتمع بفكرة حملها للكاميرا وتصوير الأشخاص والأماكن، في قبول وتقبل نادر و(شبه عام) للموضة التي انتشرت بين النساء والفتيات، بل إن توقف المرأة لرؤية شيء معين أو التفاتها نحوه وتأمله (بالعين المجردة) أمر قد يكون (مُعيباً)! ولكنه يتلاشى إذا كانت تنظر من خلال عدسة الكاميرا وتصور؛ ما يؤكد أن المجتمع تجاوز مرحلة الرفض والعيب في حمل المرأة للكاميرا والتصوير بها! بالتأكيد هناك (نظرة رجولية قاصرة) من البعض تجاه الأمر، لا علاقة لها بمدى التزام الشخص من عدمه، بدليل وجود فتيات يتنقلن بكاميراتهن مع أسرهن المحافظة (دون اعتراض)، وهو ما ساعد برأيي في قبول الأمر برمته من فئات المجتمع الأخرى. وأعتقد أن تجربة (تقبل المرأة المصورة في الشارع) التي فرضتها النساء (اليوم) بأنفسهن (تجربة ناجحة)، وقد تكون نموذجاً جيداً تستفيد منه المرأة في كل ما تحتاج إليه مستقبلاً؛ لأنها تمت بهدوء بعيداً عن المساجلات البطولية (لبعض الرجال) من أجل المدافعة عن حقوق المرأة والمطالبة بها! هل الهواية في تزايد؟! الإجابة: نعم. هل لدينا محترفات؟ نعم. هل هناك جمعيات وقروبات نسائية لتبادل واستعراض الصور عبر الإنترنت؟ نعم وبشكل محدود..! إذاً، من المؤكد أن لدينا مواهب يمكن صقلها، مع الاعتراف بالعلاقة الجديدة بين المرأة السعودية والكاميرا، وهو ما يتطلب إيجاد (قانون أو نظام يحميها) ومؤسسات تدعمها! هناك فرص عمل جديدة لعمل المرأة السعودية (مصورة محترفة) في التجمعات النسائية والأعراس وبأجر عالٍ! يجب طرح الأمر ومناقشته وقصره على (السعوديات)! في ذلك فوائد عظيمة جداً للمرأة والمجتمع! فهل تنجح المرأة السعودية فيما هو أبعد من مجرد (امرأة تحمل كاميرا)؟! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]