ترى المصورة مرام القاضي أن منظر الفتاة وهي تحمل كاميرا لتمارس التصوير الفوتوغرافي لم يعد باعثاً على الاستغراب أو الرفض من المجتمع، بعد أن أثبتت مجموعة من المصورات الشابات احترافيتهن ومشاركتهن في عدد من المعارض والمهرجانات، الأمر الذي يدفعها لطلب تحقيق المزيد والوصول إلى العالمية. وفيما يلي نص الحوار: برز اسمك بشكل لافت في مجال التصوير الضوئي في آخر عامين، من خلال مشاركات في معارض أقيمت على مستوى المملكة، أين كانت مرام قبل هذا؟ - موجودة ولكن كان بدرجة أقل، بحكم انشغالي في الفترة السابقة بدراستي الجامعية، وصعوبة التوفيق ما بين الدراسة وممارستي للتصوير الضوئي بشكل احترافي. كيف تستطيعين توظيف تخصصك الأكاديمي في مجال الخدمة الاجتماعية؟ - من خلال مشاركتي في المعارض التطوعية التي يعود ريعها للمؤسسات التابعة لمجال الخدمة الاجتماعية، أو إقامة دورات تطوعية للتصوير الفوتوغرافي هناك، كما أتشرف وأرحب بأي دعوة توجه لي لمساندة أي عمل تطوعي. كان من المستغرب فيما مضى أن نرى فتاة تحمل كاميرا في الأماكن العامة والمناسبات، أما الآن تغيرت نظرة المجتمع للمصورات المحترفات والهاويات، في رأيك ما سبب هذا التغير؟ - لأن كل ما هو جديد في مجتمعنا يواجه بالرفض، خصوصاً إذا كان يتعلق بالمرأة، كما حصل سابقاً مع الطبيبة، ولأن المصورات أثبتن أنفسهن في هذا المجال بطريقة راقية، وأدين رسالتهن على أكمل وجه تغيرت وجهة نظر المجتمع تجاههن. هل قوبلت برفض أو معارضة لدخولك عالم التصوير الفوتوغرافي من أهلك أو محيطك؟ - بالعكس كانت عائلتي أكبر داعم لي، لإيمانهم بجودة ونفع ما أقدمه. هل ترين أن التصوير مجرد هواية أم قد يتحول إلى مهنة ذات عائد مالي مناسب؟ - التصوير قبل أن يكون مهنة هو في الأساس فن وإحساس، ومن يرى نفسه قادراً على استيعاب ما يحمله فلا مانع من أن يمارسها كمهنة له، ولكن من كان هدفه منذ البداية أن يكون التصوير مصدر دخل، فمن وجهة نظري أنه لن يستطيع الاستمرار. ما الذي ينقص المصورات الفتيات ويتوافر لدى المصورين الشباب، وإلى ماذا تطمحين؟ - لا يوجد ما ينقصنا كفتيات، فالمصورون الشباب مبدعون والفتيات أيضاً، وأفكار المصور هي ما تميزه سواء كان شاباً أو فتاة، وطموحي أن أصل إلى العالمية بتقديمي فناً سامياً يعكس شخصية الفتاة المسلمة المحافظة. قمتِ بتحكيم مسابقة التصوير الفوتوغرافي، ضمن مهرجان اليوم العالمي للطفل في دورته الرابعة الذي أقيم أخيراً، كيف تقوِّمين تجارب الأطفال الهواة، وبماذا تنصحينهم ؟ - عند تسلمي الأعمال والاطلاع عليها فوجئت بما رأيته من إبداع حقيقي، وكنت فخورة جداً بما رأيته، إذ إني وجدت ضمن أعمالهم ما يجسد جميع أنواع الفنون الفوتوغرافية التي تحتاج إلى دراسة، واطلاع من بورتريه إلى تجريد وتطويق وسبلاش وغيرها، كما أن جميع زوار المعرض أشادوا بالأعمال ودهشوا عند معرفتهم بأنها أعمال أنتجتها عدسات أطفال، بل إنه من شدة جمال اللوحات وقفت كثيراً أمامها لاختيار الأفضل، ونصيحتي لهم بالاطلاع والتغذية البصرية واختيار طريق مستقل يميزهم بعيداً عن التكرار أو محاولة التقليد.