عرفت الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز من خلال العمل، كان رئيساً لإحدى اللجان وكنت عضواً فيها. وبحكم تخصصي في الحوكمة، عادة ما تكمن متاعبي في أسلوب إدارة رئيس مجلس إدارة أو لجنة ما؛ فإما أن يكون ذا سيطرة قد تشل العمل وتحجم المشاركة المتخصصة فيه، أو أن يكون صاحب حضور شرفي قد يميّع اتخاذ الرأي.. وكنت أفكر في كيفية مناقشة ذلك مع محمد بن سلمان خصوصاً وأنه رئيس، أمير، وشاب طموح فوق كل ذلك.. لكن العمل معه كان مختلفاً، والله يشهد، فقد كان حريصاً على تبني وتطبيق العمل المؤسساتي. تقاطعت مع سموه في أكثر من موقع وعلى سنوات، كان فيها رئيساً أو عضواً وكنت خلالها عضواً أو مستشاراً؛ وكان الانطباع دائماً يبعث على التفاؤل، فهو معتدل في إدارته، لكنه أيضاً صاحب قرار، لأن سموه مستمع جيد في المقام الأول، ولأنه يستشير أولاً، ثم لأنه يقدر النصيحة، يسمع لها، ويستفيد منها. الأمير محمد يشبه والده كثيراً في دعمه للشباب من القطاعين العام والخاص، وفي خدمة كتاب الله وفي دعمه لأعمال الخير وفي تطبيقه للعمل المؤسساتي في هذا الشأن. عملت مع الأمير عن قرب في مجلس إدارة مدارس الرياض.. كان العمل يقتضي إعادة هيكلة جميع قطاعات المدارس؛ التربوية، الإدارية والتقنية.. فتمت صياغة الإستراتيجية بما يتناسب مع المرحلة وتم ضخ وتدوير الدماء الشابة، وتم التحديث لما يلزم من أفضل تقنيات التربية الحديثة في فترة وجيزة. وأزعم بأن المدارس عند اكتمال خطتها المرسومة في الثلاث إلى الأربع سنوات المقبلة وبدعمه المستمر ستصبح النموذج الأمثل للتربية في المملكة العربية السعودية. كما جمعتنا عضوية مجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض، حيث يبذل الجهد لخدمة كتاب الله، من خلال الدعم اللا محدود؛ المادي والمعنوي ومساهماته في ضخ الكفاءات الشابة والمتخصصة من الاستشاريين ورجال الأعمال سواء على مستوى الإدارة العليا أو التنفيذ، إضافة إلى دعمه لاستقطاب أفضل بيوت الخبرة العالمية لتطوير الجمعية في حوكمتها وخططها الطويلة وهيكلتها وموردها البشري. إن حرص الرجل على العمل أكثر من الحديث كان له الأثر في ألا يعرف الكثيرون محمد بن سلمان، وقد أحببت أن أذكر شيئا مما أعرفه عنه. أدعو الله أن يوفقه في منصبه الجديد لخير الوطن والمواطن. - عضو مجلس الشورى