كان دحيم بن سجوان من الروسان من عتيبه رفيقاً لجماعة من أهل شقراء، فعارضهم غزاة فلم يخفروا ذمة دحيم بأخذ شيء له خطر، وإنما تناولوا من زاد أهل شقراء فذات تمر أو شبهها لعلمهم بأن هذا الشيء اليسير لا يخفر الذمة ولا يثير فتنة، وإنما هو شيء مستهلك للأكل إلا أن والد ابن سجوان لما علم بذلك اعتبر أن أخذ فذة واحدة بدون إذن خفر للجوار، فألبس ولده شيله (خمار) وهو شعار النساء فعظم المصاب على الولد لما رأى عظم ذلك عند والده والناس فلحق القوم على أثرهم وأقدم على الذي مد يده على الطعام فقطع عصب يديه بالسيف حتى بقي طيلة حياته معيباً يناولونه الطعام. أما ابن سجوان فلما أخذ بثأر جواره وذمته لجأ إلى الكويت وبعد مدة تذكر جماعته فكتب بهذه الأبيات لشيخ جماعته حسين بن جامع شيخ الروسان: يا حسين خدّان الجماعة مريفه وأنا مع الأجناب كنّي على نار يمنى بلا يسرى تراها ضعيفه ورجلٍ بلا ربعه على الغبن صبّار الطير بالجنحان ما احلا رفيفه وإلى انكسر حدا الجناحين ما طار وقد قام ابن جامع بتسوية القضية بدفع الدية والصلح وعاد ابن سجوان إلى جماعته. من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية.. تأليف منديل الفهيد. - سعود بن بدر المقاطي