جمهور الفنان المصري عادل إمام الذي تجاوز ال (73 سنة) شعروا بالحزن والقلق على صحته، بعد انتشار صور له وهو لم يصبغ شعره (للمرة الأولى) وبدأ لونه الأبيض، وذلك أثناء حضوره عزاء الفنان وحيد سيف!. الحضور للعزاء له طقوسه في الكثير من المجتمعات ولعل المجتمع المصري هو أحدها، وعادل إمام نفسه جسد صوراً متعددة عما يحدث في العزاء وانتقدها ولعل ما يعنينا هنا هو فيلم (طيور الظلام) عندما كانت والدته تمتهن حضور (العزاء) بالثياب السوداء وتقود (صراخ النساء) وتحثهن على (العويل) بمقابل مادي!. النساء في معظم المجتمعات اتفقن على تخصيص الملابس (السوداء) للمناسبات الحزينة، وكذلك بعض الرجال ممن يلبسون الزي الملون، تعبيراً عن مشاركة أهل المُصاب حزنهم والتضامن معهم والشعور بمصابهم!. نحن في (الخليج ) الأمور عندنا بسيطة في الملبس وغيره، وقد تكون أخف من ذلك وأسهل بكثير، فالمشاركة العاطفية والقيام بواجب العزاء السريع وفق المُتبع ديناً وعرفاً هو الأهم ولم يكن لدينا (ثقافة عزاء) في اللبس وتحديد اللون، غير تلك التي تعودنا عليها وألفناها حتى اليوم!. بمجرد انتشار خبر (الوفاة) تقوم المرأة أو الرجل بالتوجه إلى بيت العزاء بعيداً عن التكلف أو التزين بملابس مخصصة للعزاء، والقيام بالواجب والخروج! إلا أنه من الأمور الصادمة في المجتمع الخليجي اليوم والتي بدأنا نسمع عنها هي صرعات (أزياء العزاء) النسائية، وهي موضة وثقافة لاحيا ولا مرحبا بها، لتشكيلة من الحلي والمجوهرات والملابس التي يتم ارتداؤها في هذه المناسبة الحزينة حتى لا تقلل فجيعة (المصاب) من قيمة المرأة واهتمامها بشكلها وأناقتها!. هل يتحول بيت العزاء النسائي لدينا إلى مضمار جديد للتنافس في خطوط الموضة ؟! و مدى قدرة هذه أو تلك على الاستعداد للخروج في أصعب الظروف بألوان هادئة وتشكيلة حلي ومجوهرات مناسبة ؟!. ألا تكفينا الزواجات وما يحدث بها من تنافس وتناحر وقتال وقطيعة ؟! . صدق من قال: موت وخراب ديار! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]