تبذل حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين جهوداً كبيراً لاختيار الكفاءات الوطنية وتدريبها، وهناك جهد كبر يبذل خلال هذا الاختيار والتدقيق في نوعية المختارين ومشاربهم المختلفة وتخصصاتهم المتنوعة دعماً لمسيرة المملكة العملاقة في مسارات التنمية والتطوير، وقد لمس بعض المواطنين في مواطن كثيرة من بعض القيادات الوزارية في غير الوزارات السيادية (الدفاع، الخارجية، الداخلية) محاولة بعض المسؤولين أن يغير بعض قيادات الأجهزة التي يقودها. ودعونا قبل أن ندلف إلى حقل الألغام هذا أن أشير إلى أن اختيار الكفاءات يمر بكثير من مراحل كبيرة التدقيق والاختيار، والأمل أن يكون هذا المسؤول اختياراً موفقاً لقيادة المرفق الذي ستؤول إليه مسؤولياته لسنوات قد تكون معدودة، وقد عرف عن هذا النظام في المملكة الاستقرار والاستمرار بالعمل مع بعض كفاءات وقيادات الصف الثاني وهو ما يطلق عليه (التكنوقراط) والمعروف أن معظم الأنظمة العالمية المستقرة في مختلف أصقاع الدنيا يتم فيها استقرار الكفاءات في الصف الثاني وما دون، بصرف النظر عن نوعية وانتماء القيادات الوزارية التي تجيء وتذهب باختلاف الأحزاب والمؤسسات.. ففي أمريكا مثلاً لا يغير وزير الدفاع والخارجية وإن كان من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي القيادات البارزة في وزارته، بل إن الحاجة قد تدعو أحياناً إلى اختيار كفاءات من الأحزاب الأخرى.. بريطانيا، فرنسا، أمريكا، ألمانيا وغيرها من الدول وفي بلادنا وفي حالات استثنائية يقوم القيادي المعيّن في بعض الوزارات بسرعة تغيير القيادات التي خدمت هذه الأجهزة سنوات طويلة وعلى علم بخططها التنموية وأهدافها الاقتصادية، حدث هذا سابقاً في وزارة الصناعة وفي وزارة التجارة ووزارات أخرى، ويحدث هذا الآن في وزارة العمل ووزارة الخدمة المدنية ووزارة التخطيط، حيث تم اختيار كفاءة إدارية نموذجية وهو الأستاذ سليمان الحميد أبو سعد محافظ التأمينات الاجتماعية للانضمام لمجلس الشورى في خطوة فاجأت الكثير من المعجبين بمسيرة التأمينات الاجتماعية ونجاح خططها ومشروعاتها الاستثمارية سواء في المجالات العقارية أو المساهمة والاستثمار في سوق الأسهم مما جعل هذه المؤسسة بقيادة الأستاذ سليمان الحميد نموذجاً استثنائياً لبعض مؤسسات التأمينات الاجتماعية العالمية التي تعاني كثيراً بعد الأزمة العالمية من الخوف من عدم قدرتها على مقابلة التزاماتها الاجتماعية.. كما أنني وأنا أتحدث عن واقع تعاملي مع معاليه كعضو في بعض مجالس الإدارة التي تشرفت بالعمل فيها، وقد عرف عنه صواب الرأي والبعد عن المجاملة والبحث والتقصي عن مصلحة الجهة التي يشارك فيها وكذلك مصلحة المؤسسة التي يمثلها وكثيراً ما ساهم شخصياً في اختيار الأراضي ومعرفة أسعارها ومواقعها وغير ذلك من الاهتمامات الشخصية التي جعلت هذه المؤسسة عملاقة وناجحة في استثماراتها، كما أنه لم يترك في هذه المؤسسة موضوع الإحلال الوظيفي؛ فقد قام بتدريب وإداد بعض القيادات في المؤسسة لتكون هي القيادة المستقبلية لهذا الجهاز الهام.. ولعل ما تحدث عنه الأستاذ سليمان المنديل في جريدة الجزيرة، وكذلك ما نشر في جريدة عكاظ وما تلقاه بعض المتابعين لمسيرته من خوف على استثمارات المؤسسة ومستقبلها في ضوء قيادات جديدة قد لا تدرك حجم المسؤولية الوطنية والأخلاقية والمهنية التي نتوقعها من هذه المؤسسة، فأي شخص قادم لا شك في قدراته إلا أن الخوف على هذه المؤسسة بالبعد عن عدم تحقيق أهدافها الثمينة ومسيرتها الناجحة سيما وأن اعتمادها والتزاماتها ستزيد مستقبلاً، مما يجعل المهمة أكثر صعوبة لأي قادم جديد.. شكراً أبا سعد لأمانتك وقيادتك وإنجازاتك؛ وإنني على ثقة أن عين المسؤولين الكبار تتابع مسيرة الناجحين والواثقين في قدراتهم وإمكاناتهم، وقياساً على ذلك فقد خرج مسؤول من أحد القطاعات إلى مجلس الشورى وعاد إليها مسؤولاً أول. ثلاثة مسؤولين في المرتبة الممتازة، وهي المرتبة القيادة الثانية، خرجوا من وزاراتهم إلى مجلس الشورى في وزارة الخدمة المدنية: معالي الأستاذ عبدالرحمن العبدالقادر ومعالي الأستاذ أحمد الحكمي من وزارة التخطيط، والوزراء القياديون لهاتين الوزارتين حديثو العهد بالوزارة، وتتواجد خبرات تراكمية كبيرة لدى الأستاذين العبدالقادر والحكمي نتيجة سنوات طويلة من الخبرة والممارسة العملية. والله الموفق،،، [email protected]