الساعة الخامسة فجرا تزمجر كل المنبهات حولي أستيقظ أنظر لزوجي الذي لا يتحرك قبل الثامنة حتى لو انفجرت في جانبه عبوة ناسفة أتوضأ وأصلي أفتح تويتر وأنا على سجادتي أشيك على عدد المتابعين وأنظر لعدد من التغريدات التي اتفقت مع سكرتيرتي المغربية على إرسالها ثم أمر على إيميلي وأنظر في رسائل طالباتي فقد طلبت من أميز طالباتي أن يخترن لي مقولات جميلة حتى أغرد فيها للمتابعين. أحول الجيد منها لسكرتيرتي كي تغرد فيها على مدار اليوم الوقت مضى سريعا!! أفتح دولابي أرتدي ما تيسر وأنزل مسرعة ألقي السلام على السائق الحبشي الذي يفتح لي باب السيارة وأقول له جزاك الله خيرا ثم أمضي في زحمة الشوارع لا يخففها إلا مطالعاتي لأوراق محاضرتي التي أراجعها وأصلح أخطاءها الإملائية واللغوية وأقول بيني وبين نفسي تبا لهذه الناسخة إنها لا تحلل راتبها ولا تعمل بإخلاص هي تعرف أن موعد المحاضرة الليلة كيف سأسلمها للحاضرات وهي هكذا!!؟؟ وصلت الحمدلله أدخل الجامعة تسلم علي وأنا في طريقي لمكتبي عشر طالبات وثلاث زميلات أحتاج لنصف ساعة يوميا لأبتسم لهذه وتلك ماذا أفعل إنهن يكررن نفس الأقوال نشهد الله إننا نحبك في الله ثم أقول وأردد أحبكن الله الذي أحببتني فيه. أدخل محاضراتي أجد طالباتي قد حضرن وذاكرن فتقول واحدة دكتورة الله يجزاك خير تحدثت عن فضل القرار في المنزل فلماذا ندرس إذن ولماذا تبنى الجامعات ولماذا نتعب ونشقى إذا كنا في النهاية سنجلس في البيت ؟ أنا أتحدث عن الأفضل والأمثل؟؟ ولن أدخل معكن في التفاصيل ليس لدي وقت انتهى وقت المحاضرة! تذكرت وأنا خارجة من المحاضرة الثانية أني ما مريت على غرفة أولادي ونسيت أن ابني لديه اليوم رياضةً ربما لم يرتدي لبسا ثقيلا هاتفت الفلبينية المسئولة عن أمور الأبناء سألتها قالت رفض وأصر أن يكتفي بقميص الميلان ذا الأكمام القصيرة! دعوت له بأن يحميه ويحفظه الله ولا يكلنا على جهدنا طرفة عين! وصلت البيت في الثانية ظهرا صعدت الدرج بهدوء كان علي أن أنام قليلا فلدي ارتباط مع مركز تدريبي الساعة الرابعة سأقدم محاضرة أو دورة عن الزوجة المثالية ذهبت وانتهيت في السادسة ثم بعد صلاة المغرب قدمت درسا في مسجد الحي المجاور عن دور الأم في تربية نشء الأمة لم أجد إلا ثلاث دارسات لكنني أنزلتها على حسابي في تويتر فعمت الفائدة ولله الحمد! حين انتهيت من صلاة العشاء جماعة في المسجد خرجت لتلبية دعوة سيدة كبيرة لديها مناسبة كبيرة واختارتني باسمي لأقدم للحاضرات درسا في فضل طاعة الزوج! تناولت طعام العشاء في الحادية عشرة ليلا ثم دعوت للسائق الحبشي بالخير وهو يفتح لي باب السيارة لأنزل دخلت المنزل كنت متعبة أنظر للدرج وأفكر من الضروري أن نضع مصعدا لم أعد أحتمل طلوع الدرج وأنا أمضي كل وقتي في الذب عن حياض نساء الأمة! حين صعدت ومريت بغرف الأبناء وجدتهم نائمين دعوت لهم بالصلاح والتوفيق ودخلت غرفتي ونظرت إلى صمتها المريع وفتحت موقعي وأشغلت نفسي بمتابعة حسابات أخرى ليبرالية وعلمانية وتوليت بعون الله على الرد بقوة على كل امرأة فاسدة تدعو إلى قيادة السيارات مدعية أنها مطلقة وفقيرة وأنها ستوصل أولادها للمدارس فقلت لها إن الأصل في الشرع أن المرأة تقر في بيتها! ثم نمت واستيقظت الخامسة على صوت المنبه ونظرت لزوجي الذي لم أره منذ أسابيع إلا وهو نائم...... [email protected] Twitter @OFatemah