حين نكون نياماً يبقى جزء من وعينا مستيقظاً ومستعداً للتجاوب مع العالم الخارجي .. فالأم مثلا قد تكون غارقة في النوم ويصعب عليها الاستيقاظ من التعب ولكنها تقفز فجأة حين تسمع صراخ رضيعها في الغرفة الأخرى!! ونفس الأمر يحدث حين يسمع أحدنا صافرة الاسعاف أو الدفاع المدني (تحت منزله) فيستيقظ بوعي كامل ودون المرور بمراحل "الكسل" المعتاد بعد ترك السرير!! ولو تذكرت جيدا ستكتشف مواقف كثيرة أردت الاستيقاظ خلالها في ساعة محددة ولكنك تكتشف فجأة ان المنبة لايعمل .. ثم تحاول إصلاحه ولكن بلا فائدة .. ثم تحاول البحث عمّن يوقظك فلا تجد الشخص المناسب .. وفي النهاية تنام وقد (عزمت) على الاستيقاظ في الوقت المطلوب فتنجح الفكرة وتستيقظ فعلا!! ... وقبل سنوات قليلة فقط توصل العلماء الى سر المنبه الذاتي الذي يجعلك تستيقظ ذاتيا بلا تدخل خارجي . فقد اكتشف العلماء في جامعة لوبيك الألمانية ان مجرد تفكيرك في "الوقت المطلوب" يزيد من تركيز هرمون معين في الدم قبل الساعة المنتظرة .. وهذا الهرمون يدعى "ادرينو- كورتيكوتروبين" وينشط عادة في حالة تعرض الانسان للضغط والقلق . ولكن العلماء لاحظوا انه يزيد في مجرى الدم قبل نصف ساعة تقريبا من الوقت الذي حددته لاستيقاظك !! ولعل هذا الاكتشاف يلقي الضوء على حديث للمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول فيه «من قرأ آخر عشر آيات من آخر سورة الكهف بعثته الملائكة فى اى وقت يشاء». ورغم اننى لم استطع التأكد من صحة هذا الحديث (...) الا اننى جربته ووجدته فعالا من حيث الربط بين الآيات الكريمات والوقت الذى ارغب بالاستيقاظ فيه .. وفي الحقيقة أيا كانت درجة الحديث فإن مجرد تكرار تلك الآيات (حسب الاكتشاف السابق) يصنع منها رابطا قويا (ومخصصا) للاستيقاظ حسب الرغبة !! وحسب رأيي ان اللجوء لهذه الطريقة لايضمن فقط الاستيقاظ في الوقت المحدد ، بل والاستيقاظ بنشاط ووعي كامل . فخلال النوم تتجاذب الانسان قوتان .. قوه تشده الى الاسفل فينام نوما عميقا ؛ وقوة تسحبه نحو السطح وتجعله اقرب للوعى والاستيقاظ .. فالنوم مهما طال يسير من خلال دورات نوم عميقة متتالية (تستغرق كل واحدة منها ساعتين) . وبين الدورة والأخرى هناك فترة استيقاظ طبيعية (قد نتقلب حينها او نسحب اللحاف) ثم ندخل في دورة نوم جديدة ! .. وهذه المعلومة مفيدة لفهم كيف تستطيع الاستيقاظ بهمة ونشاط بصرف النظر عن عدد الساعات التى نمتها . إذ يجب ان تنهض من السرير فى احدى فترات الاستيقاظ الطبيعية (التى تأتي بين دورتين من النوم العميق) .. فكثيرا مايحدث ان تستيقظ نشيطا وبلا سبب . ولكنك حين تنظر الى الساعة تكتشف ان الوقت مايزال مبكرا فتقرر النوم من جديد حتى يرن المنبه .. ولكن حين يرن المنبه لاحقا تجد نفسك خاملا كسولا رغم انك نمت لفترة اطول !! وهذه التجربة توضح فائدة الاستيقاظ بلا منبه خارجي .. فحين تضع المنبه على ساعة معينة قد ينطلق صوته وأنت فى مرحلة النوم العميق فيصعب عليك النهوض من السرير . اما ان عزمت على النهوض بنفسك فأغلب الظن انك ستصحو في احدى فترات الاستيقاظ الطبيعية (وحين يحدث هذا إياك ان تعود الى الفراش لإكمال نصف الساعة التي تبقت) ! إن كنت تعاني بالفعل من صعوبة الاستيقاظ فتذكر جيدا أن المهم ليس عدد الساعات التى نمتها بقدر مغادرة السرير بين دورتين من النوم العميق ... آآآآآآههههه