استيقظ رفيقي في السفر.. وخرج لصلاة الفجر.. وجاء ليطرق الباب.. نسي المفتاح.. فتحت له الباب.. ووقفت (مبلّماً) أعرك عيوني، وسألته وأنا نصف نائم: - مين هادي؟! دفعني الى الداخل وهو يقول: وخّر.. تبغانا نتكلم على الباب؟! واشار لها: أدخلي يابنتي.! - بنتك؟! تأملت (زائرة الفجر).. كانت تناهز الرابعة عشرة، ثم عرفت فيما بعد أنها أصغر!. قلت لصاحبي: انت متأكد انك كنت في المسجد؟! - والله كنت في المسجد.. وصليت الفجر.. حتى كمان دعيت لك.! - وليه بس تكلف على نفسك وتدعيلي؟! - الحقيقة أنا ما دعيت لك (مخصوص).. أنا دعيت للمسلمين كلهم. - الله يجزيك خير.. ونظرتُ الى (زائرة الفجر) وسألته وأنا أشير اليها: - وبنتك.. فين لقيتها؟! قال: قدام المسجد.. مشيِت ورايا وقالت لي: (تبغى حاجة يا حاج)؟! وحينما طالت فترة صمتي أردف: حتى اسألءها.. (موكده يابنتي)؟!. قالت: مضبوط ياحاج!. تحرك صاحبي منتشياً: شفت أهُهء قالت لي: (مضبوط ياحاج) ووجّه الي نظرة توبيخ: - بدل ما انت قاعد تحقق معايا، وتشكك في (نوايايا)، قوم أتوضا وصلّي قبل ما تطلع الشمس!. تركته.. أتوضيت.. وصليت.. وطلعت الشمس.. كان وراء الشمس حكاية كانت جبهتها تسطع.. وأنفها المدبب الأشم ينبئ عن سيادة غابرة.. وفي عينيها بريق ميراث نبل قديم.! - اسمك إيه؟!. - بدرية يابيه!. عزيزة قوم أذلها أبوها.! - ابوكي مين؟ - مات.. أكيد تعرفوه.. قال لها صاحبي: قولي الله يرحمه يابنتي.. - ... كانت شظايا عينيها تنغرس في وجه صاحبي.. لكنها عادت لتنتزعها برفق وكأنها تقول: (ماذنبه).. تبسمت بمزيج من الحزن والعطف: - إنت زعلت ياحاج؟ @@@ انطفأ بريق عيني (بدرية).. كأنه يتبرأ من كل (الجينات) الأصلية والفرعية.! معذورة: جنت عليها الليالي.. وأذبلتها الأيادي.. وشاغلتها العيون فمات سحر الجفون! @@@ هذا الذي قلته (حقيقي).. قفز من ذاكرة السفر. - ولعله مر على غيري بصور مختلفة - اسوقه بعد أن قرأت في (الرياض) عن هذا (الحراك) لنلم بعض أطرافنا المبعثرة ولو بعد حين!.