ذكرت جريدة الجزيرة قبل أيام أنّ مدير إدارة مكافحة المخدرات بمنطقة القصيم، أكد أنّ المنطقة تكاد تكون معدومة من المخدرات في أوساط النساء، وهي أقل مناطق المملكة استخداماً للمخدرات في الرجال، وهذه فضيلة تستحق الإشادة والترحيب وميزة تُذكر فتُشكر .. ويجب أن تُحفظ هذه السابقة لأهل المنطقة على المستوى الحكومي الرسمي والشعب الاجتماعي، ومثل هذه الأخبار يجب أن يحتفى بها ويشاد بها وتدرس أسبابها ومسبّباتها (على سبيل الاقتداء لا الرياء)، وعلى حد علمي أنّ أمير المنطقة - وفقه الله -، يسعى إلى برنامج (قصيم بلا مخدرات)، وليس معناه أنّ المنطقة خالية أو معدومة من المخدرات .. وإنما هي على حد قوله الأقل نسبة على مستوى المناطق .. وهذا شيء نفخر به بحمد الله ونشكر الله عليه ، فلا يسعنا إلّا أن نشكر كل من ساهم في تربية أبنائنا وحفظهم من براثن المخدرات. وأخصُّ بالذِّكر الجنود المجهولين في أفنية الجوامع وأروقة المساجد وباحات المحاريب الذين يحفظون الأطفال ويلقّنونهم القرآن الكريم ،، وإذا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم سمّى الخمر أُم الخبائث كونها تؤدي للجرائم المروعة والسرقات والمشاجرات والحوادث المفجعة .. فالمخدرات أشد وأنكى وأخبث وأطغى (وفي كلٍ شر) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} .. المخدرات هي السم الدخيل والداء الوبيل! أوليس حرياً بنا كمجتمع سعودي أن نرصد الجوائز والحوافز والمشجعات، ونحتفي اجتماعياً وحكومياً بالمنطقة الأقل إجراماً ومخدرات ومسكرات وأخلاقيات وسلوكيات.. (أياً كانت تلك المنطقة) .. فهذا هو مجال التنافس الشريف الذي يسمو بقيم المجتمع ، ويمسك بتلابيبه كي لا تندلق أقتاب بطنه في هوّة المخدرات السحيقة !! ومن ثم ينغمس في أوحال الرذيلة .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.. مراعين بذلك نسبة كثافة السكان بين المناطق وبقية الاعتبارات.. لأنّ تفعيل مبدأ الثواب العقاب هو الذي تشرئب له أعناق الآدميين ، أو يزجرهم عن أي محذور.. لذا نجد الأعم الأغلب من القرآن الكريم يدور على مبدأي الثواب والعقاب.. كقوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} .. وقوله تعالى {... هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ...} .. (والعرب تقول في أمثالها: من عامل الناس سواء فليس لعلّته دواء!)، فأهيب برجال الشورى والدعاة والإعلاميين والخُبراء تبنِّي مثل هذه المنافسات، ليترتب عليها كذلك مصالح حكومية ومشاريع تنموية وغيرها، ولنقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت.. د. علي الحماد - محافظة رياض الخبراء