تعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء يعتبر حدثا مهما وذا دلالات مهمة, فقد تميز سموه بقدراتٍ إدارية وأمنية في إدارة ملفات مختلفة، وله من الحكمة والحنكة والقيادة ما تخوله لإدارة مهام جسيمة. فالثقة التي أولاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز باختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز وتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء كانت صائبة, لأن سموه أهل لهذه الثقة, وهذه المسؤولية الكبيرة, لما عرف عنه روح العمل في كافة المواقع التي كلف فيها سموه عندما كان أميراً لمنطقتي حائل والمدينة المنورة وفي جهاز الاستخبارات العامة، فقد اختير ضمن أقوى خمس شخصيات استخباراتية في منطقة الشرق الأوسط العام الماضي بحسب مجلة فورين بوليسي الأمريكية. وإن عمل الأمير في الطيران العسكري ثم في الإدارة الحكومية ثم في قطاع الأمن الوطني جعله ذا دراية واسعة بالأوضاع الراهنة, ومكنه من استقراء الوضع السياسي في منطقتنا الملتهبة بالأحداث الساخنة. فسمو الأمير مقرن من صناع التنمية والتطوير والتحديث في عصرنا الزاهر ويتمتع بخبرات طويلة جعلت منه رجلاً استثنائياً بكل المواقع والميادين التي كلف فيها, ولا شك أن التقدير والحفاوة التي يحظى بها علماء هذه البلاد تعد سمة بارزة في سلوك الأسرة الحاكمة وهو نهج يعكس هذا التقدير للعلم والعلماء ويعد أنموذجاً حضارياً جميلاً يرسخ قيم التواضع والتقدير. ينطلق صاحب السمو الملكي الأمير مقرن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء بدعم ولي الأمر وسمو ولي العهد بكل ما أوتي من خبرة متميزة في إدارة الشؤون المختلفة للمناطق ومرافق الدولة، وكذلك بالرؤى والأساليب الحديثة في الإدارة والتطوير التي يتميز بها سموه يحفظه الله كما أن تواضعه المألوف وتعامله الإنساني يلفت النظر؛ فمن الأمور الجميلة التي تروى عنه عندما كان أميرا لحائل 1980 - 1999 انه شوهد أكثر من مرة وهو يقف عند إشارات المرور عندما تكون حمراء وهو في طريقه إلى الإمارة عند الساعة الثامنة صباحا. وهنا أتذكر فيه قولاً للإمام الشافعي: أرفعُ الناس قدرًا من لا يرى قدرَه، وأكبر النّاس فضلاً من لا يرى فضلَه وسموه صاحب نظرة ثاقبة ورؤية سديدة للأمور ، رفيعة القدر والمكان والخلق العظيم و سليل عائلة عريقة في مدرسة ذات جذور عميقة في الأصالة والحرص على مصلحة البلاد، وهذا يتبين من المسيرة العملية الطويلة. ورغم المسؤوليات الضخمة التي تقع على كاهل الأمير مقرن في مواقع الوطنية المختلفة إلا أن القريبين منه يؤكدون أن ذلك لم يفقده مرحه وتواضعه وابتسامته التي عرف بها منذ كان أميراً لمنطقة حائل. أعان الله سموه وسدد خطاه في مواصلة العطاء والبذل والجهد والتوجيه لكل ما يؤدي للخير والنماء لشعبه المحب له ولولاة أمر هذه البلاد التي وضعت لشعبها واستقرار وطنها الأولوية القصوى فبادلها حبا ودعما ووعيا بما يقوم به ولاة أمرها من جهود لرقيهم وإبعادهم عن كل ما يضر بهم من فتن وسوء. نسأل الله السداد لخادم الحرمين وولي عهده وللنائب الثاني العون على ما أوكل إليه.