عبر عدد من سكان الحي السعودي غرب محافظة رفح جنوب قطاع غزة، عن سعادتهم الغامرة وارتياح كبير، للبيوت التي استلموها بالحي المذكور، بعد أن وضعت حدًا لمعانتهم وجمعت شملهم بعد تشرد دام لحوالي من 10 سنوات. فقد عبر المُسن إحسان الناطور» 49 عامًا «عن سعادته الغامرة وارتياحه، للمنزل الذي تسلمه وسط الحي السعودي الواقع بمنطقة المحررات على أطرف حي تل السلطان غرب المحافظة، وبدت السعادة على وجهه بينما كان يتجول بداخل منزله وبفنائه. ارتياح وسعادة ومطالب ويقول الناطور : «هدم منزلي بحي البرازيل المكون من طابقين بشهر مارس عام 2003، وبعدها عشت برفقة إسرتي المكونة من 9أفراد حياة مريرة، متنقلاً بين البيوت بالإيجار، وسط معاناة لا توصف، إلى أن منّ الله عز وجل علينا، منزل بالحي السعودي يبلغ مساحته حوالي70 مترًا». وأضاف «المنزل متوفر به كل شيء، ويكفينا أننا نعيش براحةٍ نفسية كبيرة دون أي عناء أو عذابات وويلات الإيجار وأصحاب تلك المنازل وشروطهم المُجحفة بحقنا، لكننا بنفس الوقت نشتكي من ضيق بعض المنازل، لأن الأسرة التي كانت 7 أفراد قبل سنوات مثل أسرتي أصبحت 9 أو أكثر». وتوجه الناطور بالشكر الجزيل للمملكة ملكًا وحكومةً وشعبًا لما بذلوه من شهود مُضنية في صالح الأسر المشردة والفقيرة، متمنيًا بأن يكملوا دورهم بتلبية باقي احتياجات سكان الحي، كتوسعة البيوت، وتوفير مولد كهربائي دائم للحي، لحل مشكلة الكهرباء المتراكمة، بفعل الفصل المتكرر. ولا يختلف لسان حال أحد سكان الحي نافذ أبو جزر»40 عامًا» عن جاره الناطور، فهو الآخر يشعر بارتياح وسعادة كبيرة لتسلمه منزله الذي تبلغ مساحته حوالي «110متر»، وانتهاء معاناة أسرته المكونة من 7 أفراد، بعدما تشردوا في أعقاب هدم منزلهم عام 2003بمخيم يبنا على الحدود الفلسطينية المصرية. ويصف أبو جزر السنوات العشرة الماضية ب «العجاف» لأنه قضاها متنقلاً بين البيوت بالإيجار، ولما عاناه جراء ذلك، ويصف العام الذي عاد لمنزله بالحي السعودي كأحد المشردين بعام «السعادة والخير، وأجمل عام بحياته»، متوجهًا بالشكر للمملكة العربية السعودية الممولة للمشروع. تفاصيل المنازل بالحي بدوره يبين نائب رئيس لجنة الحي السعودي إياد برهوم أن الحي السعودي أقيم على مرحلتين، مرحلة انتهت وأطلق عليها الحي السعودي الأول، والمرحلة الثانية على وشك الانتهاء وأطلق عليها الحي السعودي الثاني، على مساحة إجمالية تُقدر بحوالي «260 دونم»، منحتها سلطة الأراضي . وأوضح برهوم أن الحي السعودي الأول يشمل «752 وحدة سكنية» أصغرها لا تقل مساحتها عن 52 متراً، وأكبرها لا تزيد عن 330 متراً، كما يشمل الحي توفير شبكات صرف صحي ومياه وكهرباء، ومرافق عامة ك «رياض أطفال، مسجد ضخم، مستوصف، سوق، مركز مجتمعي، متنزهات وحدائق عامة..». وأشار إلى أن تبيان مساحة الوحدات السكنية يعود، لعدد أفراد الأسر، فمثلاً هناك نظام فردي لأسرة واحدة، بمساحة 120 متر، والبناء على مساحة 67متر، ونظام ثنائي أي طابقين بالمنزل لأسرتين من عائلة واحدة، تيبلغ مساحته 250 متر والبناء على مساحة 140 متر، والنظام الثلاثي ثلاثة أشقاء متزوجين، تيبلغ مساحته 330 متر ، والبناء على مساحة 140 أو ما يزيد. تكلفة البناء والمستفدين ولفت برهوم إلى أن تكلفت الحيين بلغت «71 مليون دولار» بتمويل سخي من الصندوق السعودي للتنمية، فخصص حوالي «39 مليون دولار» للحي الأول، «و32 مليون دولار» للحي الثاني، مُشيرًا إلى أن الحي الثاني يشمل حوالي 820 وحدة سكنية. ونوه إلى أن المستفدين من الحي يبلغ تعدادهم حوالي «15 ألف نسمة» ممن دمر الاحتلال منازلهم ما بين عام 2003 و2004، في الاجتياحات الإسرائيلية على محافظة رفح ك عملية قوس قزح وغيرها كما أطلق عليها الجانب الإسرائيلي. وتوجه برهوم بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وللحكومة والشعب ولصندوق التنمية، لتمويلهم السخي للمشروع المذكور، الذي ضمد جراح الأسر المشردة، ومسح دمعة الأطفال والنساء، الذين عانوا من برد الشتاء وحرارة الصيف، بانتظار حُلمهم بهذا اليوم الذي يتوفر لهم منزل أمن كما الذي دمره الاحتلال.