شدَّني الرسم (الكاريكاتوري) للأستاذ عبدالرحمن هاجد حول نظام ساهر عندما رسم مفترق طريق تشعّب إلى اتجاهين كتب على الأول (مدينة بدون ساهر للمتهورين) وكتب على الآخر (مدينة ساهر للمتطورين) في الصفحة الأخيرة من هذه الجزيرة في عددها رقم 14725 ، فأقول إزاء ذلك إننا عشنا في المملكة ردحاً من الزمن نفتقر للنظام المروري الذي يحسسنا على الأقل بأننا بشر نملك عقولاً تدرك وتعي ما حولها فتسير على النمط الماثل أمامها ممثلاً ذلك بأصول النظام المروري الذي هو عبارة عن قواعد وقوانين واضحة وإشارات وعلامات يهتدي بها قائد المركبة فلا تكون له بعدها حجة يحتج بها عندما يتجاوز النظام ويتعرض للعقاب إن حصل هذا الأخير فعلاً!! ولعله من البديهي جداً أن جهاز المرور - بعد أن سنَّ الأنظمة والقوانين وحدد معالمها - أن يقوم بفرضها بقوة النظام عبر كوادره ولكنه للأسف لا يلبث أن يفشل بسبب عوامل عديدة منها التراخي في عملية تطبيق النظام والانهيار السريع الجالب للإحباط بفعل كثرة الخروقات التي يرتكبها الخارقون للأنظمة إمعاناً في ذلك لا سيما من فئة المتهورين واللا مبالون من قائدي المركبات، ناهيك عن أن مجالنا المروري مخترق من عدة عوامل لم يتم كبحها منذ بداية نشوئاها فضلاً عن قضية التهور، فثمة من لا يجيدون القيادة خصوصاً الكثير من العمالة الوافدة الذين يتعلمون القيادة في شوارعنا. يتصرف كيفما اتفق بلا حسيب أو رقيب أو اعتبار لبعيد أو قريب. وبعد كل ذلك يأتي نظام ساهر الذي يدير النظام المروري بلا كلل أو ملل بتقنية عالية ورصد دقيق وإن كان مجاله ضيق ورصده محدود فقط في ضبط قطع الإشارة وحفظ حقوق المشاة إلا أن فاعليته في الحد من السرعة بمثابة المطب الصناعي الذي يجعل المتجاوز لحد السرعة المطلوبة يهدئ من سرعته عندما تتوازى مركبته مع كاميرا النظام. لكن الشيء الجميل الذي تحقق من خلال نظام ساهر هو ما يخص موقفه تجاه قاطعي الإشارة ومتجاوزي خطوط المشاة. فعندما تقف عند تقاطع توجد به كاميرات ساهر تلاحظ النظام وتراتيبية أرتال السيارات المتسقة مع قواعد النظام بعد أن كانت قبل ساهر تقف بشكل فوضوي مزعج ينم عن عدم وعي، وترى خطوط المشاة وقد توسدت الطريق بأريحية لم يتجاوزها أحد. وفي الأخير بعد أن أثبت هذا النظام نجاحه وفاعليته فإن أعداء نجاح هذا (الساهر) وأرباب الفوضى وفاقدي الوعي حاربوا هذا النظام بعدة وسائل كان من بينها التخريب والتكسير وانقد والمطالبة بإلغائه. إن العاطفة أحياناً تكون نقمة ومدمرة عندما تؤلّب على نظام يتم تشريعه من جهات عليا لحفظ النفس والمال وهما إحدى ضروريات الحياة، هاتان القيمتان اللتان تدمرهما الحوادث المميتة التي يضاهي ضحاياها عندنا أو يزيدون عن قتلى الحروب والمجاعات والكوارث للأسف بسبب التهور وعدم التقيد بالنظام المروري الذي ضبط جزءاً منه نظام ساهر المبارك أدام الله وجوده وعزَّز نفوذه وشد من أزر جنوده ونصره على أعدائه أعداء النظام بشكل عام. محمد بن سند الفهيدي - بريدة - تعليم القصيم