أرجو أن لا ينزعج أحد من هذا المصطلح الذي قد يكون جديداً علينا، ولكن برأيي أن أول طرق مكافحة الفساد هو تسمية الأشياء بمسمياتها!. نعم، فلو لم يكن هناك (مسئول فاسد) أساء استخدام السلطة أو استغل نفوذه وثقة ولي الأمر فيه لخدمة مصالح المواطنين، لما كان هناك أصلاً (بؤر فساد) تستحق التتبع والكشف!. العمة (نزاهة) تنشط هذه الأيام بشكل لافت، أخبارها تملأ الصحف والمواقع، (نزاهة) كشرت عن أنيابها، وأصبحنا نسمع (زئير الحق) بلغة شفافة ونقاشات علنية، تنتعش معها (قلوب وآمال) المغلوب على أمرهم، فتحريك المياه الراكدة تحت الأقدام سيقلق حتماً (السرسرين والفاسدين)!. نحن لا نملك مؤشر (فساد ميتري) لقياس مستوى الفساد في هذه الجهة أو تلك، وليس لدينا (منظار) لإدخاله في (بطن المسئول) لمعرفة حجم الأموال التي التهمها، ولن نستطيع بكل الأحوال أن نقرر فساد هذا المسئول أو ذاك دون دليل ثابت وقاطع، والسبب هو ذكاء (المسئول الحرامي) في كل المجتمعات!. نحن ننتظر من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ورئيسها الفاضل (مزيداً من الشفافية)، التلميح والتصريحات الدبلوماسية المخففة لم تعد أدوات ناجعة (لاجتثاث الفساد)، الأمر يحتاج إلى الكي، المواطن يريد أن يسمع أسماء، ويعرف أرقاما، ويشاهد نتائج تحقيقات، وإعفاءات، وكف يد، ويلمس قرارات ليعلم كل فاسد أن (عين الهيئة) مبصرة، وترقب الوقت المناسب للمكاشفة والمحاسبة!. بكل تأكيد هناك من المواطنين والموظفين من قد يرون ويلمسون أنواعا من الفساد واستغلال السلطة من قبل (أصحاب الكروش الكبيرة) القريبين منهم، ولكنهم يخشون ويخافون على مصدر (عيشهم) ورزق أولادهم!. أعتقد أن عدم تقديم الهيئة عبر وسائل الإعلام (لنماذج فاسدة) تم كشفها والإطاحة بها بفضل (مواطنين شرفاء) تم الحفاظ على هويتهم بسرية ومكافأتهم، هو أحد الأسباب التي يجب معالجتها مستقبلاً!. أصدقاء نزاهة المتخصصون سيساعدون كذلك، فوجود أطباء في فريق نزاهة سيكشف الفساد الطبي والصحي، ووجود مهندسين سيكشف الفساد الهندسي.. وهكذا!. يجب أن يكون لنزاهة (عين) في كل مكان، لكشف المسئول الفاسد؟! أو بالأصح (المسئول الحرامي)؟!. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]