لأول مرة أعترف بميولي الرياضية التي تخفى حتى على أبنائي، فأنا أشجع النصر، وأحب الهلال، وأميل للاتحاد، واعشق الأهلي، واطرب للاتفاق، وقبل هذا وذاك اعتز وافتخر بالمنتخب، خصوصا مع من هم في جيلي وجيل ماجد عبد الله ورفاقه (الأجمل والأروع). لكنني صدمت وأنا أتابع ما يجري في الساحة الرياضية من قضايا اغلبها مادية، كنت أجهلها سابقا، وأصبحت أعلم الكثير عنها حاليا، من خلال ما كشفته القنوات الفضائية الرسمية محليا أو العالمية ذات الاهتمام، التي سلطت الضوء على منتخبنا وخسارته الأخيرة، منها ما جاء على ألسنة الرياضيين الجيل الجديد، أو الشاهدين على عصر الرياضة المخضرمين، من معلومات عن هذا الواقع الذي يعيش حالة من التراجع و(الإفلاس) المادي، إذا قورن بما تحظى به الرياضة في محيطنا القريب خليجياً المماثل من حيث ميزانيات الدول. هذا الواقع لم تكن الثقافة أفضل ولا أوفر حظا منه، وأصبح التشكيليون باعتبارهم الأقل حظا في منظومة الثقافة، يرددون المقولة (من شاف مصائب الناس هانت مصيبته)، فكم من شكوى، وكم من تظلم ومطالبات للرفع من شأن الفنون التشكيلية ومنح جمعيتها ما تنافس به الجمعيات المماثلة خليجيا وعربيا، إلا أن تلك المحاولات لا تجد أي استجابة من قبل وزارة الثقافة والإعلام ووكالة الشؤون الثقافية، إلا بالقليل من التعاون غير الدائم، وكنا (معشر التشكيليين) نتوقع وهذا التوقع من حقنا، ولو في دائرة المتخيل، والافتراضي، أن ليس هناك أهم من مجالنا، وان لدى الوزارة ما يغطي كل الأنشطة والجمعيات (ولو من باب العطف)، وليس الإلزام بعد أن خذلت جمعية التشكيليين من القطاع الخاص، لكني أجزم أن الجمعية اليوم بعد معرفتها بأحوال غيرها المتردية، ومنها الرياضة التي تعتبر الأهم (شبابياً) الذين يشكلون السواد الأعظم في الوطن، أن تعلن أنها بخير على الرغم من شح مصادر الدعم. نحن هنا لا ندافع ولا نطالب للرياضة فلها رجالها ومحاموها، كما أن للثقافة رجالها والمطالبين لها بالحقوق، مستثنين منها الأندية الأدبية التي منحت دعما كبيرا تستحقه في سابق تاريخها وفي لاحقه ، لكننا نقترب من الشعور باستسلام التشكيليين للواقع في ظل غياب فهم المسؤولين في مؤسسات ذات علاقة أوكلت لهم مهام وأمانة النظر في احتياجات القطاعات المتصلة بفئات مهمة في الوطن.. هم المبدعون.. أسوة بما يلقاه أمثالهم في مختلف بقاع الدنيا، ممن يعتبرون مثل هذه الفنون ضربا من الترفيه والهوايات لا ترقى في عقليتهم إلى حقيقتها بأنها رمز حضاري يشار إليه بالبنان في دول العالم الأول. [email protected] فنان تشكيلي