من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه !! ومن طمس لوحة سيارته ليفلت من نظام (ساهر) سهلت عليه بقية المخالفات ثم الجنح ثم الجرائم !! [نظرة فابتسامة فسلام.. فكلام فموعد فلقاءُ!!]. الأصل في وضع (ساهر) (الله يرحم حاله) انه وجد ليضع حداً لهذا النزيف المروع من الوفيات والحوادث المفجعة، والإصابات القاتلة التي ضجت بها المستشفيات، واكتظت بها المقابر...لأن 7 آلاف قتيل في السنة الواحدة في المملكة شيء مفجع!! هذه الوفيات في مكان الحادث ؛ فضلا عمّن يموتون لاحقاً، فضلا عن الإعاقات والجرحى و.. و.. و... ساهر في الأصل وضع ليوقف زحف التهور القيادي الأرعن، وضع ليقوم الناس بالقسط في قياداتهم لمركباتهم، ويحترموا أنفسهم، ويراعوا قواعد السير بانتظام واحترامٍ ليتوافق مع الطبيعة الآدمية، والفطرة السليمة السوية، لكن مع الأسف صار ساهر يقف بالمرصاد للعقلاء النظاميين أو شبه النظاميين، ليحسب عليهم أنفاسهم، ويقعد لهم بالمرصاد في أي زلة أو هفوة أو تجاوز للسرعة ولو يسيراً، فهؤلاء لا تخفى عليه منهم خافية !! هؤلاء يحاسبهم ساهر حسابا عسيرا! أما المتهورون، المفحّطون، المسرعون، المخالفون، الجانحون، المجرمون، فما عليهم إلا أن يطمسوا لوحاتهم، أو يعكفوها، أو (يشرطِطونها أو يطينونها!!) أي يضعون عليها شطرطون أو طين، أو يضعوا جهاز كشف ذبذبات ساهر ليخبرهم بقربه، فيسلموا من قسائمه !! جهاراً نهاراً.. وهكذا يسلم منه المراوغون المخالفون، ويكبل في قيوده وقسائمه النظاميّين المحترمين!! وهذه والله قسمة ضيزى.. حتى لو وضع للمتلاعب في اللوحة قسيمة بمقدار500 ريال فهذه لا تتناسب مع عظم الجرم الذي يغري صاحبه بالسرعة والتهور والتحايل والهروب من السلطات الأمنية وغيرها... فأنا أهيب برجال المرور في المملكة المحروسة أن يختاروا من المواطنين الغيورين النزيهين المعروفين من أصحاب المناصب القيادية، والدرجات العلمية، والغيرة الوطنية، من المتقاعدين وغيرهم، ليعملوا كمخبرين عن كل مخالفة يرونها.. ويكون لهم أرقام سرية ولهم مصداقية لدى المرور في كل محافظة... ليكونوا عيوناً ساهرة.. وأنا أقطع جازما أن لدينا آلاف المواطنين لديهم كامل الاستعداد المجاني للتعاون بمثل هذه المجالات، كوفاء لدينهم ووطنهم ومجتمعهم..وحبذا لو تبنى القانونيون اعادة النظر في اعتبار طمس وتغيير لوحة السيارة جناية وتزوير للوثائق الرسمية !! لأن مثلها مثل تزوير الرخصة والاستمارة والجواز وغيرها.. والخلاصة: أننا نهيب برجال المرور - وفقهم الله - أن يعيدوا النظر في نظام ساهر الذي تحايل عليه المراوغون المخالفون، ووقع في فخّه العقلاء المحترمون، كما أهيب بالدعاة و الخطباء أن يحذروا المجتمع من السرعة الجنونية وأن مرتكبيها قتلة مجرمون لا يقلون عن أصحاب الجنايات، فهذه شبه عمد وتلك عمد (وفي كلٍ شر) فكم يتَّموا الأطفال ورمَّلوا النساء ورفعوا عقيرة المآتم والنحيب والعويل.. والسلام عليكم.