عادة في توزيع الأدوار عون لإنجاز المهام.. اليد الواحدة لا تصفق.. ومن الناس من يميل لأن يحمل عبءَ الكل.. ربما ثقة في نفسه، وقدراته.. وربما حرصاً على أن يمركز كل الأمور في دائرته الذاتية.. وقد أثبت قانون الحياة وفطرة الوجود قاعدة الأجزاء، وأدوارها في حين تتآلف، وتتكاتف، وتتحد.. والحكيم في سالف التراث التربوي قال بقوة العُصيِّ حين تتحدُ لا تتكسرُ.. وابن عبدالله محمد خاتم الرسل بما أوحى إليه ربُّه لم ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، حين وصف المؤمن للمؤمن بأنه كالجسد الواحد بأعضائه، إن شكا عضو فيه تداعت له بقية الأعضاء.. ما ينم عن وحدة وسيرورة الأعضاء في آن، كلٌّ يعمل لما قدِّر له، وبما قدِّر له.. وفي المهام كلٌّ يتداعى للآخر.. هذا السلوك منتهى الرقي، والوعي، والإيمان بطبيعة الأدوار، وبقيمة التعاون، وبمروءة إعطاء كلّ فردٍ دورَه.. والاعتراف بحقه, في تركيبة المجتمع، صغر أو اتسع وكبر.. ما خُلق الإنسان إلا ليحيا، وتكون حياته في جماعة، ويكون له دور في الجماعة.. لا تعمَّرُ الحياة والكلُّ لا يريد إلا لنفسه أن يكون الفاعل الوحيد فيها..! فالجميع من البشر قد منحهم الله أرزاقَهم من القوة.. والقدرة.. والعقل.. والعلم.. والخلق.. وهي جميعها مناط التكاتف لتمضي الحياة في سلام.. لتكن رسالة الإنسان للسلام الداخلي.. وللسلام مع بقية أعضاء الكوكبة في المجتمع.. إذ حين توزع الأدوار.. ويتم التكاتفُ فإنَّه ليس في هذا ما يقلل من قدرات فرد عن آخر.. وفي ذلك الإيمانُ المطلقُ بعدالة الخالق في خلقه. والمحكُّ يُنتجُ.. إن تداعوا لبعضهم فلحوا.. وإن تفرقوا فشلوا.. إن هذه القيم ينبغي أن تُغرس في ناشئة القوم؛ ليكونوا فاعلين في الحياة، ناجحين في الغايات، بالغين الفلاح.. والرضاء، والسلام. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855