أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أمس عن زيارة مرتقبة يقوم بها رئيس وزراء مالي ديانغو سيسيكا إلى العاصمة الجزائر اليوم الأحد، على رأس وفد وزاري رفيع المستوى لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الجزائريين تتناول الوضع في شمال مالي والجهود الجارية لتسوية الأزمة بعد أن تطورت الأوضاع إلى حالة الحرب المباشرة بمشاركة قوى دولية وإقليمية. وأفاد مصدر جزائري ل»الجزيرة» أن رئيس وزراء مالي سيقوم خلال زيارته بإجراء مباحثات مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال حول سبل وإمكانيات تعزيز التعاون بين بلدان الميدان والشركاء غير الإقليميين للقضاء على الإرهاب الذي يشكل تهديدا للاستقرار والأمن في منطقة الساحل. وأضاف المصدر أن الوفد المرافق لرئيس الوزراء المالي سيضم وزراء الدفاع والإدارة الإقليمية والتجهيز والنقل إلى جانب مسؤولين كبار عسكريين ومدنيين. يذكر أن مجلس الأمن الدولي سبق أن اتخذ قراراً في 20 ديسمبر الماضي يقضي بإرسال قوات دولية إلى مالي بغية إنهاء سيطرة الجماعات المسلحة على الشمال بيد أن توقيت العملية لم يتم تحديده وذلك في إطار إعطاء الأولوية للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع. وقد فاجأت التطورات الدرامية التي تفجرت أمس الأول الجمعة في مالي، السلطات الجزائرية التي ظلت تقود مبادرات وساطة بين مختلف الأطراف المالية لتجنيب البلاد حرباً مباشرة. حيث نجحت الجزائر خلال الفترة الأخيرة من تأجيل قيام الحرب من خلال الوساطة التي جمعت من خلالها بين ممثلي الحكومة المالية وشخصيات تمثل حركتي أنصار الدين والأزواد. إلا أن الوساطات التي بدت أنها تمضي في اتجاه تعزيز الحل السلمي قد فشلت إثر تطور الأوضاع في شمال مالي أمس الأول مما أدخل البلاد في حرب مباشرة وذلك إثر تقدم قوات أنصار الدين والمجموعات المتحالفة معها في الميدان ما دفع بالرئيس المالي إلى طلب مساعدة عسكرية عاجلة من الأممالمتحدة وفرنسا التي أعلنت عن استجابتها فوراً.