كشف مصدر مقرب من فريق الوساطة الذي شكلته المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا برئاسة بوركينا فاسو لتسوية أزمة سيطرة جماعات مسلحة على شمال مالي، أن وفد جماعة «أنصار الدين» المتشددة الذي زار واغادوغو من الجمعة إلى الأحد الماضيين «جدد استعداده والتزامه التوصل إلى حل تفاوضي للأزمة»، مؤكداً أن الوفد كان «مرناً ومنفتحاً جداً». وأشار المصدر إلى أن الوفد برئاسة العباس اغ انتالا الذي التقى أيضاً وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية لمالي ومسؤولين من «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» (الطوارق)، الحزب العلماني الذي يدعو إلى منح المنطقة حكماً ذاتياً، ابلغ فريق الوساطة أن «لا علاقة لأنصار الدين بالجماعات الإرهابية في شمال مالي، وعدم ارتكابها أي عمل إرهابي»، فيما ردت بوركينا فاسو بأنها تنتظر «التزامات عملية»، في وقت يلوح في الأفق تدخل عسكري لدول غرب أفريقيا في المنطقة. وتطالب الدول ال16 الأعضاء في مجموعة غرب أفريقيا جماعة أنصار الدين ب «وقف الإرهاب والجريمة المنظمة» في المنطقة، وقطع صلاتها بتنظيم «القاعدة» وباقي الجماعات الإسلامية في المنطقة، وبدء حوار سياسي لإعادة توحيد الشعب المالي. ولم ترد الجماعة بوضوح على هذا الطلب، لكنها أكدت «أستعدادها للتفاوض لإرساء السلام». ومارست الجزائر ضغوطاً مماثلة على وفد زائر من «أنصار الدين»، فيما نقلت وسائل إعلامها عن مصدر قريب من الملف لم تكشفه عدم استبعادها «تتويج المحادثات سريعاً بإعلان الجماعة ابتعادها عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا». وترى الجزائر إمكان التفاوض مع «أنصار الدين» التي عاش زعيمها أياد اغ غالي جنوب أراضيها، في وقت تتطلع إلى «إعادة الطوارق إلى اللعبة السياسية، وعزل الإرهابيين وإضعافهم تمهيداً للتعامل معهم أمنياً». وأفاد مصدر مطلع جزائري أخيراً، بأن زيارة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للجزائر في 29 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي انتهت ب «إرجاء» شن عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب، ما يسمح لمجموعة من الماليين الطوارق بالتوصل إلى تسوية تفاوضية مع باماكو.