دولتنا - ولله الحمد - مترامية الأطراف وتعتبر قارة نظراً لمساحتها الشاسعة, ولهذا فهي تحظى باهتمام كبير من لدن قيادتنا الرشيدة أيدها الله خاصةً فيما يتعلق بمجال الطرق والنقل, فتم إنشاء الطرق المفردة, والمزدوجة, والسريعة إلى جانب الطرق الزراعية, حتى أصبحت المملكة العربية السعودية تتميز وتفخر بوجود شبكة طرق برية تقدر أطوالها الإجمالية بعشرات الآلاف من الكيلو مترات, وهذا بفضل الله ثم بفضل ما تنفقه حكومة خادم الحرمين الشريفين, وسمو ولي عهده الأمين (حفظهما الله) من دعمٍ سخي لوزارة النقل في سبيل إنشاء الطرق, وربط المناطق والمحافظات والمراكز وحتى الهجر بعضها ببعض. ولأن بلادنا قارة, فإنه من الطبيعي أن تكون المسافة بين منطقة وأخرى بمئات الكيلو مترات, ولذلك كان من الضروري والبديهي وجود استراحات, ومحطات وقود, ومساجد, وورش ومحال تجارية على جانب وامتداد هذه الطرق لخدمة المسافرين الذين يسافرون عبر الطرق البرية, باعتبار أنهم النسبة الأكثر مقارنةً بمن يسافر عبر وسائل النقل الأخرى. فالمسافر براً لابد له وأن يتوقف في منتصف الطريق للراحة والنوم خلال مشواره الطويل, وفي هذه الحالة سيبحث عن شقق في مجمع تجاري, أو استراحة جوار محطة وقود تكون نظيفة ومرتبة يستريح فيها من وعثاء السفر, لكن بكل أسف أن واقع الحال الذي تعيشه كثير من استراحات الطرق السريعة في بلادنا سيء جدا,ً وغير مرضٍ تماماً بسبب الإهمال, وعدم الاهتمام بتلك الاستراحات والمساجد التي من المفترض أن على درجة عالية من الاهتمام والرعاية الفائقة, وهذا الاهمال والتقصير سيعطي بلا شك صورة سيئة عن بلادنا, وسيترك أيضاً انطباعاً سلبياً عند الزائرين من أخواننا الخليجيين, أو غيرهم من الأشقاء العرب. فكثير من استراحات ومساجد الطرق السريعة لا تعكس واقعنا الذي نعيشه من تطور وتقدم, فهي عبارة عن مبانٍ قديمة ومتهالكة.. وخدمات ضعيفة.. وأسعار مرتفعة.. ونظافة متدنية.. ودورات مياه متسخة.. ومساجد ومصليات تطرد المصلين.. وهنا نتساءل: هل ستتغير استراحات ومساجد الطرق السريعة يوماً ما, نحو الأفضل؟ تربة - حائل