نحن واثقون من حرص معالي وزير التربية والتعليم على أطفالنا والجهود الكبيرة التي يبذلها في هذا المجال، لكننا نتساءل: كيف يطبق منهجاً لم يتجاوز ثلاثة أعوام على إعداده، ولم يصدر عنه أية أبحاث أو دراسات علمية ونتائج؟ نحن لا ننكر جهود «بواكبير»، وأيضاً النية الطيبة في العمل على المنهج، وكذلك الجهود المبذولة في الطباعة والتلوين والصور لتطبيقها في مدارسها الخاصة مثلما تفعل بعض من المدارس الخاصة لتحقيق أهدافها المحددة. ومن هذا المنطلق سأطرح جوانب من المنهج الذي أجزم أن معاليكم لو عرف عنها لما ارتضاها لأبناء وطننا خصوصاً وهو منهج يتعارض مع سياسة خادم الحرمين في التطوير. أولاً: ليس من المتعارف عليه أن تقبل الوزارة منهجاً لم يثبت بعد نجاحه علاوة على أنه لم يحقق نتائجه العلمية بعد. ثانياً: من اطلع على منهج «بواكير» يجد أنه لا يقوم على الأسس العلمية لإعداد المناهج، وبإمكان الوزارة التأكد من ذلك من خلال تشكيل لجنة متخصصة في المناهج. ثالثاً: نحن مع تطوير التعليم وليس العودة به إلى الوراء، فمنهج «بواكير» يزعم في فلسفته اعتماد أسلوب التعليم الذاتي، إلا من اطلع عليه وطبقه من المختصين يعرف جيداً أنه قائم فقط على التلقين الذي ثبت فشله، فلمصلحة من الاستعجال في تطبيقه؟! رابعاً: لا يخفى على معاليكم أن التربية نتائجه بعيدة المدى، فلننتظر مخرجات هذا المنهج ومدى صلاحيته ثم نشرع في التطبيق. خامساً: المناهج الأخرى مثل «الهاي سكوب» والمنهج الإبداعي والمنهج المطور (منهج التعلم الذاتي) ومنهج «المنتسوري» يتجاوز أعمارها عشرات السنوات مع التعديل والتطوير المستمر القائم على نتائج الأبحاث والنظريات الحديثة. سادساً: ألا يحق لمن يطبق منهج «بواكير» أن يعرف المعدين لهذا المنهج. فكل منهج سبق ذكره هناك أسماء المعدين واللجان التي قامت بالتعديل والتطوير وتوثيق الدراسات العلمية والنتائج التي اعتمد عليها المنهج. سابعاً: ما هي النظريات العلمية الحديثة التي قام عليها المنهج؟ ثامناً: المنهج المطور المعتمد من الوزارة تم تعديله وتطويره من قبل لجنة وطنية من المتخصصات والتربويات، رأستها د. منيرة العلولا التي لا يخفى ما لها من أدوار مهمة في هذا المجال، منها عميدة كلية التربية للأقسام الأدبية للبنات، ونائبة رئيسة اللجنة العلمية للشباب الإسلامي، وعضو في المجلس العلمي الشرعي لإعداد المعلمات التابع لرابطة العالم الإسلامي، حيث قامت بتعديل المنهج وتطويره بما يناسب مع عقيدتنا وعاداتنا والأسس العلمية والتربوية لهذه المرحلة. تاسعاً: ما حجم التكلفة التي ستترتب على تطبيق هذا المنهج، وهل هذا جل ما يحتاجه الميدان الذي يعاني نقصاً في وسائل ومواد ومنهج معتمد وأثبتت نتائج الأبحاث العلمية نجاحه، إلى منهج مبتدئ لم يثبت بعد نتائجه! نحن نرفع هذا الخطاب لمعاليكم حرصاً على التماشي مع سياسة خادم الحرمين الشريفين التي تؤكد على الشفافية والمصداقية وطاعة لمليكنا الذي يبذل قصارى جهده من أجل تطوير مملكتنا الحبيبة، فنحن جميعاً جنود عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية.