يا قطعةَ القلبِ ما الذي يَمَسُّكِ من ألمٍ..؟ يا جُملةَ العقلِ ما الذي يخضُّكِ من فِكَرٍ..؟ وقد شاب الصغيرُ..، وزفر البعيرُ..، واستوت على سفُّودها تصطلي، حالُ الصغار قبلَ الكبارِ.. نفوسٌ عليلةٌ، تتلهفُّ الطبَّ..، وعقولٌ مختلةٌ مساراتها تتلقفُ الدروبَ تستلهمُ الضوءَ..، وقلوبٌ مُتشظيةٌ أركانُها تستلهمُ الينبوع َ..! مسَّ القلوبَ ألمٌ تعتصرُها به طوارئُ الأحداثِ.. ومنشور الأخبار، ووقائع الأمن، ومصحات العلاج: شبابٌ يضيعون،.. أخلاق تضمحلُّ..، وهوى يطوِّح بالعُدَّةِ، والعتادِ من قيمٍ، ومُثلٍ، ومسالكَ، وأفكار..، هجمت على عقولهم فعاثت في مكنونها، واستحلتها مرابَعها،...فانعكست على سلوكهم.. نساءٌ خلطن بين ما...، وبين ما...،!! يقفن على المشارفِ من وقعِ الشِّراكِ..، وهوَّة الكُربِ..،! وأيُّ ألمٍ يحزُّ في المكنون حزَّا مبرِّحا.. ويا لفداحةِ الخسائرَ..، ويا لجهدِ البلاء.. كلُّ يوم عشرات المفاسد: عقوق بكل أنماطه، من يعق والديه، من يعق القربى، من يعق وطنه، من يعق دينه، من يعق معلميه، من يعق رحمه، من يعق واجباته، من يعق هدوء الحياة وسلامتها، ونسمة النعمة في كونه إنسانا، وفي واقعه مؤمنا مسلما،ومُختارا.. كلُّ ليلة عشرات الأنباء، وتدكُّ باكتظاظها الوسائلَ، تكرع غثَّ الأخبار عن: هتكِ الأعراض، وفضح السِّترِ، والإسفار عن أي الأخبار، والشيوع بما لا يحتمل الذيوع.. فيا لفداحة خيبات العقل، وقدرة الاستيعاب.. ويقولون بأن الدولاب يتجه نحو الشمس، وإنه لعمري للغروب يقفي.. الوطن يفقدُ خصيصة الابن البار الذي يبنيه، ويشدُّ... فإذا هو يهرف في حقه..، ويهدُّ.. ليست صورةُ القلوب مبهجةٌ، ولا واقعُ العقولِ مُفرحاً..! الشباب...،!! وكذلك النساء...،!! أمران أولان في عناوين الإعلام..، فهما موضوعان في جدول الوقتِ من راهن الزمانِ..، وفي مكائد الأذهان...!! ولكي نتأكد من هذا، فما علينا إلا تحجيم الاهتمام بذواتنا قليلا، وانشغالاتنا بالهدر كثيرا، لنجعل التركيز على إعادة النظر إليهما مخلصا، وكثيرا،... في كل الأحوال، والوقائع، والواقع..وبتتبع ما يُنشر عنهما بوعي فاحص..، وما يُرى،ويُسمع منهما بحسٍّ نافذ...! ومن ثم تلمُّسُ مواجع القلوبِ، لعل القلوبَ أن تتحدَ نبضاتُها لهما..، ومحاصرةُ حيرة العقولِ، لعل العقولَ أن تتفقَ آراؤها فيهما.. فليس الوطنُ وحدُه من يتطلع إليهما بحدبٍ.. ولا الأهلُ، والنفسُ، بل الدينُ فهما أبناؤه.. ولا ينبغي أن تأخذَهما دولبة ُالحياةِ نحو الخسائر الفادحة.. دونما بوصلةٍ نحو فنارِ المرساةِ..! من مشكاة النور المبين.. فمن يملك الثقاب ولا يشعل القنديلَ..؟ ومن يملك المشكاة ولا يستبين..؟! عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855