يا لقدرة الله وعظمته.. «ساندي» أضخم، وأفخم، وأعتى، إعصار يصيب الولاياتالمتحدة.. ست ولايات تعرضت لجبروته.. بكل هذه القوة القاهرة لإمكانات البشر، فقد ظهر فيه الجانب الآخر لجمال هذه الفتنة القاهرة، إذ التقطت الصور لدوامته الضخمة، وسطوة الموج بدافعيته الفارهة، وحركة الريح بإعصارها الفادح, ودولبتها العاتية، ومد البحر الجارف بعنفوانه المارق، وهجمة القروش على سطح المسافات التي لحقها ساندي بحرية ممنوحة بلا حدود.. تضاد يكشف قدرة الخالق بما خلق.. قدرته في الرحمة وفي القوة.. وجمال متناهٍ لا تصدقه العيون الخائفة ولا القلوب الواجفة.. «ساندي» مع الخوف منه، والرهبة التي أصيبت بها النفوس البشرية، وضعفت أمامه الآلات، والمعدات، والمباني، والمقدرات المنتشرة في المدن، والشواطئ، والسفن، والمعدات, وإعدادات الطوارئ، وخطط الإنقاذ في أكبر دول العالم تحضراً، وصناعة, وعلماً، وعقولاً مفكرة، ومقدرات صناعية، ومنجزات تقانية، قد عجز الإنسان بكل ذلك عن التصدي له هذا ال»ساندي»..! كما أن لهذا الإعصار خفايا.. فهو ليس فقط ظاهرة طبيعية لالتقاء تيارات الريح مع البرودة القارصة في منخفضات جوية، أو مرتفعات قطبية، إنما هو آية من آيات الله تعالى في أرضه.. هذا الإعصار في كل الصور التي بثتها له وكالات الأنباء، ورصدته اللاقطات الدقيقة، مع الدمار الذي ألحقه، والرعب الذي نشره إلا أن ما تركه من مناظر جميلة، فاتنة تظهر الجانب المضاد لإبداع الخالق.. تذهب به العين لآيات وآيات معجزة، تُفحم هذا الإنسان، الذي يحكم العالم بكلمة ولا يمكنه أن يوقفه بأي وسيلة يمكنها.. أو يمنع سطوته, وجبروته.. مع حركة الموج ودواماته المتعالية، وفتقه لبواطن الماء، ودفعه بقوة الموج، وما تركه من بقايا الشجر, والحجر, وحطام الأبنية وردمه المساحات الخضراء، ولحاقه بالمساحات الآهلة بالسكان، وما تركه فيها من فراغها منهم، وإسقاطه لأعمدة الأنوار، وتلك الانعكاسات الضوئية المثيرة للإحساس بروعة الطبيعة في وجهيها: الحالم والصادم، الجميل والمخيف, القوي والضعيف، المنتصر والمنهزم.. وليست العين المجردة وحدها من يستلهم في «ساندي» وآثاره روعة الخلْق بقدرة القادر.. بل كل جارحة في الإنسان تتلو آيات الله, وتسبح بحمده.. وتستغيثه، وتستلهم جمال.. وسحر طبيعته في كل ما خلق، على ظاهره المرئي، وباطنه المحسوس.. في هيئة الرحمة، وآية الجبروت..!. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855